الأحد، 28 أكتوبر 2018

يا جسرُ ويحك . بقلم المبدع // د // محمد القصاص

يا جسرُ ويحك
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الخميس الأسود 25 أكتوبر 2018

يا جِسرُ ويحك قد قَصَمْتَ فــــؤادي *** أدميتَ عيني والجُفونُ صَــــوادي
أهرَقتَ دمعَ العينِ في آلامهــــــــــا *** أهرَقْتَهُ والمُفزعاتُ بــــــــــــوادي
يا بَحرُ قد أدميْتَ جُرحا نازفـــــــــا *** بين الحنايا واستبحتَ فـــــــــؤادي
حتى متى يا بحرُ تبقى صامتـــــــــا *** حتى متى والموتُ بالمرصَـــــــادِ
قل لي بصدقٍ هل تعودَ بنوبَـــــــــةٍ *** أخرى فتودي فلذَةَ الأكبَـــــــــــــادِ
رحماكَ إني ما احتملتُ تألُّمِــــــــي *** وتأمُّلِي في تلكمُ الألحَــــــــــــــــادِ 
يا بحرُ هل علِموا بأنكَ ميِّــــــــــتٌ *** والموتُ طبعَكَ من سِنينَ غــوادي
تمضي الدُّهورُ ولم تزلْ بنوائـــــبٍ *** من عَهدِ لوطٍ والهمُومُ عـــــــوادي
تلكُ المصائبُ لم تزلْ بسعيرهــــــا *** بين الحنايا كالرِّماحِ حِـــــــــــــدادِ
رحماكَ قد ثَقُلَتْ عليَّ شدائِــــــــدِي *** ومصائبي بالأمسِ بتنَ شِـــــــــدادِ
تبكي المآقي بالأسى فدموعهـــــــــا *** أدمَتَ لعَمْرُكَ بالجراحِ فـــــــؤادي
إني شكوتُ مصائبي وتألُّمــــــــــي *** ومواجعي حتى فقدتُ رَشـــــــادي 
هل لي سؤالٌ ما دهاكَ لتَعتـــــــدي *** فاجأْتَني حدثا بلا ميعـــــــــــــــــادِ
أعلمْتَ أنِّي قد اتيتُك غاضبـــــــــــا *** فتكسرتْ في مِعصمي أصْفـــــادي
آليتُ إلا أن أبادِلَكَ الأســــــــــــــى *** بتعاملِ الأضداد للأضــــــــــــــدادِ
أنت الذي نازلتَ أزهارا وقـــــــــد *** فاقتْ فِعَالُكَ سَطْوة الجـــــــــــــلادِ
وإذا بزهراتٍ تلاشتْ فَجْــــــــــــأةً *** كالطَّير ترجو رحمة الصَّيَّـــــــــادِ
لو كُنْتَ حيَّا ما بدتْ أجْسادَهُــــــــمْ *** إلا ضِراما أو بقايا رَمَــــــــــــــادِ
ما إنْ تعالتْ في المدى صَرَخَاتُهـمْ *** حتى اختفى في شاطئيكَ مُـــرادي
يا فلذةَ الأكبادِ باتتْ حيرتــــــــــــي *** ما بينَ دَمْعِكُمُ ودمْعِ الــــــــــوادي
فنرى السَّواحِلَ قد بكتْ شُهداءِنــــا *** ونِرى المآذنَ وُشِّحَتْ بِسَـــــــــوادِ
فإلى متى يا بحرُ تبقى هكـــــــــــذا *** أكأنَّ موجَكَ كان بالمِرصَــــــــــادِ
هل تألُ جُهدا حين تَستهـوي الأذى *** تأتي تُبَاغِتُنا بكلِّ عِنَــــــــــــــــــادِ
فأتى الرِّجالُ وقدَّموا أرواحهــــــــمْ *** وهمُ النشامى كانوا كالآســــــــــادِ
هبُّوا فكانوا للشَّجَاعَةِ مَعْلَمَــــــــــــا *** يُفدونَ بالأرْوَاحِ والأجْسَــــــــــــادِ
قل لي بربكَ هل نراك مسالمــــــــا *** حتى تواسي حرقةَ الأكبَــــــــــــادِ
إنا شكونا للإله مَصائبــــــــــــــــــا *** وفواجعاً كانتْ بلا مِيعَــــــــــــــادِ

الدكتور محمد القصاص - الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق