الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

أباء مع إيقاف التنفيذ ..بقلم المبدع // محفوظ البراموني

أباء مع إيقاف التنفيذ ..

هم خارج نطاق الخدمة ..

تكلمت كثيرا عنهم ..
و س أتكلم و أتحدث و أكتب ..
دائما و أبدا حتى تنتهي أحباري ..

علينا أن نعرف أولا ..
من الأب الحق ؟؟
هو ..
القائد القدوة ل الأسرة ..
العامود الصلب أساس ل البيت ..
الوتد الشديد ل الخيمة ..
الأسد القوي ملك ف عرينه ..

إن إنتهي دوره ..
إنهدم البيت ..
دمرت الأسرة ..
تشتت و تفرقت ..
كل أفراد أهل البيت ..

غياب الأب عن الأسرة ..
كارثة مفزعة ..
الغياب لا ينحصر ف موته ..
لكن يوجد أباء موتى ..
أحياء تمشي ع الأرض ب البلاء ..

أدري إننا نعيش عصر المادة و الحياة الصعبة..
و الأب يعمل أحيانا طول اليوم ..
ل يلبي و يوفر الحياة الكريمة ل أسرته ..

الغياب الذي أعنيه ..
هو عندما يلقب الأب ب الحاضر الغائب ..
هذه أسواء صفة يلقب بها الأب ..
هذا الغياب له تأثير مرعب ع الأسرة ..
تكمن الخطورة ف حالة وجود أب غير مؤثر ..
ب معنى وجوده مثل عدمه ..
تصبح الأسرة ..
ف حالة بهتان ليس لها ملامح ..
ف حالة توهان ليس بها صالح ..
تفتقد المشاعر الإيجابية ..
تنهار ..
ف تتحول ل جمود عاطفي ..
يؤدي ..
ل عدم الحوار و المصارحة و تبادل النصائح..
يؤدي ..
ل تحيز الأبناء تجاه الأم و الأخرين ..
ف تصبح العلاقة ..
تجاه الأم ..
تعاطفا ..
تجاه الأب ..
تمردا ..
وأحيانا تجاه الإثنين معا كرها ..

الأب الحاضر الغائب ..
هو آله تعمل ..
ب دون مشاعر و أحاسيس ..
لا يدري أين أولاده يتعلمون ..
و ف أى صف هم يدرسون ..
لا يدري من أصدقائهم ..
و من حولهم و ما أحوالهم ..

تحول هذا الأب ..
كائن ل التمويل و الأكل و النوم ..
ترك كل .. المسؤليات ..
و الهموم ..
و الأشغال ..
و الأحمال ..
و الأثقال ..
و كل المهام ..
و العطف ..
و الوئام ..
ع كاهل و عاتق الأم فقط ..

النتيجة أن كل الأعباء ..
و البلاء ..
و الشقاء ..
و العناء ..
يتجمعون ب كل لون ع الأم وحدها ..
إنها تتحمل كل أهل بيتها من أولادها حتى زوجها ..
أصبح البيت بعدها ل الأسف مفكك ..
ف أساسه ..
ف بنيانه ..
ف جدرانه ..
أصبح كل البيت هشا ب هشاشة مهددة ب الإنهيار ..

أيها الأباء أفيقوا ..
قبل فوات الأوان ..
قبل إنفجار القنابل الموقوتة ..
التي صنعتموها و أنتم لا تدرون ..
ف أى وقت تنفجر و تغرقون ..

ل أنكم الأسف الشديد المخزي كنتم ..
غافلون ..
مغيبون ..
فاقدون ..
ل أى إحساس ب المسؤلية ..

إعلموا أن ..
الأب الحق الواعي ..
يحاول أن يثبت وجوده ..
الذي يدرك و يعي كل ما يدور ف بيته ..
وأن يسد أى ثغرة و فجوة سريعا ..
قبل ان يغرق و يسقط هو الأول فيها ..
ثم يسقطون كل أهل بيته ..

حبوا أبنائكم ..
إجلسوا معهم ..
عليكم ب الحوار الجيد مع زوجاتكم ..
ل تعرفوا مشاكل أبنائكم و القيام ب حلها ..

إبتعدوا عن مغادرة البيت ..
ل ساعات طويلة ..
لا تنشغلوا عن الحنان و العطف ..
و المتابعة ل كل شئون البيت ..

لقد طرحت هذا الموضوع ..
ل أن الظاهرة إنتشرت و إستفحلت ..
ب صورة ..
مخزية .. 
مؤلمة .. 
مرعبة ..
و أرى أن هذا الجيل ..
تائه .. 
ضال .. 
مشتت ..
وأصبح ضحية ..
خصوصا و لا سيما ..
ف عصر التكنولوجيا و برامج التواصل الإجتماعي ..
يوجد آبلسة شياطون يتصيدون هؤلاء الضحايا ..
حتى تقع الفريسة ف المحظور ..
و تحضر المصائب ف كل بيت ..
و لا ينفع بعدها دموع الندم ..

هذا الجيل ..
يحتاج ل حضن دافئ من الأب و الأم ..
بدلا أن يبحثوا عليه ف مكان آخر ..
ف يضيعوا ..
ف أحضان ..
الشياطين الملاعين الموجودين ..
ع الأرض و لا يبقى سوى الطين ..

ل الأسف هذا الجيل ..
أعلم تماما إنه جيل متعب جدا ..
أرضه هشه مهزوزة ..
إزدادت عليها الإدمان ..
إنتشرت عليها الرزيلة ..
ف كل مجال و مكان ..
إلا من رحم ربه و نفسه ..

عفوا أيها الأباء ..
أنا أخاطب فقط فئة مستثناه ..
و لا يغفل علينا ب أن يوجد ..
أباء عظماء ..
أمهات فوق الشبهات 
كلاهما فوق الروعات ..
لكن علينا جميعا ..
أن ننتبه فقط قبل أن يحرق ..
الأخضر و اليابس و بعد فوات الأوقات ..

تحية خاصة ل كل زوجة ..
زوجها ..
الحاضر الغائب ف غيبوبة أحواله ..
التي تتحمل و هو يعيش ف مواله ..

اللهم إني قد بلغت ..
اللهم ف إشهد ..

هذيان قلم : 
: محفوظ البراموني :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق