السبت، 22 سبتمبر 2018

الصدمة توغلت في الشرايين . بقلم المبدعة // فريال حقي

الصدمة توغلت في الشرايين / أبناء الوطن العربي ولدوا من مآساة كبروا ليكونوا أقوياء ، حين تصفعهم عيون البحر يقتربون من فجاج الروح ، يغفون على حافة الصمت و يشيدون قلاع الرمل و يصعدون الزفير لآخر الممات ، الهاربون تاهوا في كف الوقت أرجوحةمغطاة بالزئبق بعد أن جفت الأزهار و إنشق الثرى، و الليالي حطمت أمانيهم فغدوا حيارى ، أيها الليل رفقا بعم في دنيا الألم ، هم ينتظرون الفرج القريب قبل أن يدركهم الهذيان و جنون العالم ، لأنهم أضحوا فيض المزار و الخيمة اللاجئةو الريح العارية في المضارب ، أطفالهم على الطرقات يشهقون و أجسادهم يدحرجها الغثيان ، و الآباء تائهين بين اليأس و الأمل و صحو الحياة و سكرة الموت ، و الأرض ضاق فضاؤها الرحب ، وتفرق الأصحاب حاملين اليتم معهم باحثين عن أي شيء يحتويهم مما هو قادم ، تجار الدم و سارقي الأوطان يوثقون موتهم خلف الستائر في الخفاء ، و الصبر قطفوه من الأجفان و الأعصاب، و الأحزان صنعوه بورق الصبار، بعد أن إجتاحتهم العتمات و الغصات المؤلمة و سط الليل الدامس ، و تجمد رحيق الصبر ،و حنين الفرح أضحى مكفن بكافور الرحيل و مساء اللقاء بلا قناديل ، و ربوعهم نجم مستباح و مدار الشوق ترسمه الرياح ، بعد أن داهمتهم جحافل من الذئاب البشرية ، و الصدمة توغلت في الشرايين لتعزف لحن الوداع الأخير ، لتضغط على مرايا الروح فتكسرها، و على شمس الأمل فتبددها و تدخلهم جميعا في وحشة الغياب فريال حقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق