السبت، 29 سبتمبر 2018

علمني يا حكيم الزمان . بقلم المبدع // محفوظ البراموني

علمني يا حكيم الزمان ..

سألني متسائل ..
مطأطئ الرأس ..
مرتعش الحس ..

قلت له ما بك ؟؟
لم يرد ..
ماذا تريد ؟؟
لم يرد ..

نظرت ..
ل عينه ب نظرة ثاقبة ..
ل أرى ما يخيفه لسانه ..
قرأت سؤال العين التي لا تكذب و لا تتجمل ..

قال يا حكيم الزمان ..
اللي عمرك تجاوز ال عام 1000 عام ..
علمني ماذا علمتك الحياة ..
إنني مازلت تائها فيها ف جفت عنى المياة ..

نظرت اليه ..
و قلت إسمعني و لا تقاطعني ..

علمتني الحياة ..
أن ..
لا أحزن إن جاءتني أي ضربه من الخلف ..
لا أكن مثل طير (مالك الحزين) ..
هذا الطير العجيب الذي يغني أجمل الألحان ..
وهو ينزف احزانا من البركان ..
ف لا شيء ف الدنيا يستحق أن تنزف مهما كان ..
و تشاهد دمك يتساقط ع الأرض ف كل مكان ..

علمتني الحياة ..
إذا ..
حضر الشتاء و حاصرتك تلال الجليد ..
أن أغلق الأبواب و الشبابيك التي من الحديد ..
و أنتظر قدوم الربيع و لو تأخر من الزمن الشديد ..
و أفتح النوافذ ل نسمات الهواء النقية ب الجديد ..
و اداعب ب أناملي شمس الجمال الأصيلة ..
حتى أتلقى خيوطها المضيئة الذهبية ..
ل تقتحم النوافذ ف كل الأرجاء البهية ..
و تجعل أيامي كلها بهاء ف كل الانحاء ..

علمتني الحياة ..
أن ..
أكون ..
ناعم ..
الحس ك أوراقها ..
صلب ..
المبادئ ك جذورها ..
خشن ..
الشخصية ك ساقها ..
طيب ..
القلب ك طيبها ..
عطر ..
المشاعر ك عطرها ..

علمتني الحياة ..
أن ..
أكون 
تربة خصبة ل من يزرع فيها ..
ثمرات طيبة ..
ب خيرات ..
و ..
أشجار عالية ..
ب خيرات ..
و ..
زهرات باهية ..
ب عاطرات ..

علمتني الحياة ..
أن ..
أكون ..
عفيفا .. 
راضيا ..
شاكرا .. 
حامدا .. 
ساجدا ..
أرتدي ثوب الطهر و العفاف ..
دون نفاق ..
ب عناء ..
و لا عناء ..
ب بلاء ..
و لا بلاء .. 
ب شقاء ..
أرضى ..
ب القضاء و القدر و المكتوب ..
أجعل ..
قلبي مدينة مبنية ب نور الطوب ..
بيوتها ..
محبة ل كل الناس و مشاعر و إحساس ..
شوارعها ..
العفو و التسامح مضيئة ب الألماس ..
أن أعطي ..
و لا انتظر أبدا الرد من أحد بل من رب الناس ..

علمتني الحياة ..
أن ..
اكون ..
أولا ..
صادقا مع نفسي ..
حتى يفهمني الأخرين ..
ثانيا ..
لا أندم ع فعل الشيىء الجميل ..
حتى لو خذلني الإنسان العليل ..

س أجد دائما و أبدا ..
الأمل و التفاؤل رفقائي ف حياتي ..

فجاءه ..
قام المتسائل .. رافعا رأسه ..
يبتسم إبتسامة الأمل و التفاؤل ..

و قال لي ..

ف بهجة ..
و مهجة ..
أنا ايضا س اكون مثلك يا حكيم ..

وتركني و غادر المكان و اختفى و رحل ..

ليته بعد الرحيل ..
لا ينسى كلماتي و تكون ك الظل الجميل ..
يختفى الظل بعد غروب الشمس ..
و تكون كلماتي ك خيط دخان ..
ليته يتعلم من أهوال الحياة ..
حتى لا تجف منه المياة ..

هذيان قلم : 
: محفوظ البراموني:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق