السبت، 24 فبراير 2018

تسلل . بقلم المبدع // محمد على عاشور

تسلل
قصة قصيرة بقلم /محمد على عاشور
عندما بدات صداقتنا ، كنت حريصا على عدم الاقتراب كثيرا خشية التعلق فقد كانت تفيض رقة .
لكن علاقة من نوع معين كانت تربط بينى و بينها .
كان كل منا يتابع منشورات الآخر ، كنت اثنى عليها ،و كانت ترد الثناء بأجمل منه .
كنت أنتظر مرورها بفروغ الصبر ،أترقب مرورها بفروغ الصبر ،اترقب ظهورها و أتهلل فرحا بوجودها ، وكثيرا ما مشينا سويا تحت المطر ، كنت أقبل خدها و التقط حبات المطر من فوقه ، و إذا كان المطر كثيرا ، فاض من وجهها و تساقط من ذقنها ، فقد اتلقفه قبل أن يسقط على الأرض ، و أضمها إلى صدرى بشدة و رفعها بذراعى عاليا و أنظر فى عينيها و هى تتطلع فى وجهى من أعلى و هى تسمعنى شعرا كأعذب. ما يكون .
كنت أبحث عنها كثيرا إذا غابت ،كأنى أطاردها كما يطارد قيس ظبية ملأتها روح ليلاه ، و كانت هى ليلاى الجميلة التى سحرتنى بملامحها الملائكية .
كانت ظبيتى. التى أبحث عنها و تمنيتها .
عندما كانت تغيب كانت الشمس تظلم و يحل الليل بوحشته ،و تهب العواصف فى روحي، و توحش الدنيا .
يأتى إلى قيس بوجهه الشاحب ، و يجلس بجوارى و يبكى. ليلاه ، و يسمعني شعرا يمزق أوردتى ، فأبكى على بكائه ، ثم أراه منتفضا عندما يرى سربا من الظباء، فينطلق كالسهم و يصرخ بأعلى صوته الذى يشق الفضاء ( ليلى..... ليلى ) و يظل يتبع السرب حتى يختفى .
فأنطلق انا أبحث عن ليلاى..، و عندما أراها ، أتهلل فرحا ، و أدخل لألقى السلام و أسير قليلا تحت المطر ، و سرعان ما أهرب بعد أن أكون قد اطمأننت عليها .
يعود قيس و هو حزين ، قد اختفت ليلاه مع جماعة الظباء .
أشكو له ليلاى التى تظهر و تختفى و لا تعرف مدى عشقى لها .
أشاح بيده ، و أبعد ناظره عنى و هو يحكى عنها حتى ينام و أظل أقص لنفسى عنها حتى أنام ، فأراها أقبلت و القمر قد استوطن وجهها .
أقابلها فاردا ذراعى و أضمها فتتسلل إلى جسدى ، و تستقر فيه كبذرة نبتت فى روحى ، ثم أخذت تنمو شيئا فشيئا حتى تمتدت فى كل خلاياى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق