السبت، 6 مايو 2017

عطر الذاكرة .بقلم المبدع // د // خالد بنات

القراء الكرام،
هذه القصيدة هي ليست من وحي الخيال بل من دراسة تاريخية معمقة تبين اصل الإنسان مذ نزول سيدنا آدم على أول يابسة ظهرت على سطح الكرة الأرضية وهي يابوس اي الجبل المقدس اي القدس الشريف و اليبوسيون هم اصل البشرية ما بعد آدم عليه السلام و القبائل الكنعانية وسلالاتها التي ترد في القصيدة ولعل القاريء الكريم يثري نفسه بطريقة مسهلة مختصرة عن المنطقة التي تتكالب عليها وحوش العصر وتدمر مقوماتها الثرية محاولة محو تاريخها العريق و العميق في ثغر الكون....... أرجو لكم قراءة ممتعة مع تحياتي أنا د.خالد بنات
عطر الذاكرة
أيا وطناً أعشَقُكَ! لِمَ لَمْ تخبرني بأن للذاكرةِ فوحَ العِطْر؟
تمرُّ السُّنونُ كلمحِ البصرِ، و تبقى بلادي أعز العطايا و أبهى الدُّرَرْ
و ها تطيحُ بي شيخوختي مبكرةً صَخُبَتْ فتَداعىت أسوارُ العُمر
لكوني في ثنايا منافٍ ولدت، تعبت و خيم في النفس سُنى الضجر
أربعونَ عاماً و خمسٌ إغترابي من ستينِ و تسعٍ هجرانُ القَهر
فأما الثانيةُ فعلى ضفتينا كم من نكباتٍ تجرّأتْ في صيتُها السُخر
و الأولى فتغربٌ و كم من أحبابٍ قضوا فنالت مني حُرقَةْ الأمر
و تبقى جذورُ العروبةِ في وجنتينا و في الأفْقِ يحلو ضياءُ القَمَر
لمسقطِ رأسي يشفني الشوقُ و على الوجنتينِ الدموع الهُمر
لعمانٍ و لقدسٍ عشقيَ باقٍ و مهما يقصر أو يطول السفر
أهلي توأمان حباتُ رمانٍ رِصٌ مصاهرةٌ، كزعترٍ و زيتِ زيتونِ البِكر
منسفٌ بسمنٍ, مقلوبةٌ بصنوبرٍ تُكَرّمُ الضُيوفَ و برشفةِ قهوةٍ تغازل التمر
على الوَجَناتِ تَشِعُ شموعُ الأنبياءِ و في القدسِ أمايس وجْهَ العُمَرْ
يابوسُ أنت الأصلُ مركزُ أرضٍ و سماءٍ سمقتك شاميةُ البِذر
و آدومُ أرضُ كنعانٍ أم في النقبِ ألانَتْ الحديدِ و النحاسِ الحُرْ
حشبونٌ، عمونٌ، مآبٌ، عمورٌ و باشانٌ أشقاءُ جذعٍ فلاحي السِبر
سريانٌ آرامٌ بُناةُ سومرٍ نحن آلُ عمرانَ منا المسيحُ دَوّنَ العَشِر
آشورٌ، كلدانٌ و أنباطُ اللسانِ كنعانٌ و صفاءُ نبعِ الفينيقَ التِبْر
نهرُ مُنَفقاتٍ حدودُنا، اسكندرونُ قادِشٍ لجنوبِ الكنانةِ فسيناءَ الذُخر
و النَّحنُ التأريخُ جذورنا حقٌ فقُطِّعَتْ سُبُلَنا زَيْفُ غُزاةِ العَصِر
بيضاءُ البتراءُ تُناجي، قمرانَ و كرَكِ ميشعٍ قُدِّرَ دَمَ ابنهِ الهَدِر
و الأنبياءُ رَحْمُ رِقاعَنا جالَتْ، صَبراً لِخَصْبِ قداسةِ المحبةِ بينَ الزُمَر
و اللهُ قُدْسَهُ قُرْبَ العرشِ مُعظِّمٌ ليَسْري الحبيبُ و يَعْرجُ بُراقُه المَهِر
يابوسُ، إيليا، دارُ السلامِ، مسرى محمدٍ خيرُ أسماءٍ و قبلةُ الفجر
قدسُ الأقداسِ، جبلُ المكبرِ، زهرةُ المدائنِ و مِهْبطُ آدمْ مِهبَطُ النُذُر
عهدُ العُمَريةِ، قيامةُ المسيحِ، مُصلى عمرٍ و ثنايا هيلينَ بانيةُ الحِجِر
ياربةَ عمونٍ توأمةٌ أنتِ فكم من دموعٍ ذَرفتِ تِواسي بها أختكِ النُضُر؟
و تُحَمِلُ الأردُّنُ أثقلَ أمانةٍ عُهدةَ الأقصى هامةٌ تُصّوِنْ الفَخِر
و بتراءٌ تأمُ وادي عَرَبةٍ مُسمينا عَرَباً يَعْلوهُ هارونُ قِمَّةُ السِحِر
في طُوى كَلّمَ اللهُ موسى فتنبّى و عَبَرَ غزةَ هاشمٍ رسالةُ الصِدر
و يرموكٌ يَغْرِفُ شهدَ حرمونٍ، ينَسْجُ من أورٍ و دَنٍ إسمُكَ الذُخر
تاجُ دوشارا الشراةِ، أرابيلا، ديون، أدرعي،كابيتولياس وجامعة الجِدُور
قامٌ سَنَدُها جراسا، بيتشانُ، بيلا، ديونْ و طوبى العمونيُ ذِراعُ الأمَر
شوبكٌ، كركٌ، قُبالةَ هيرودٍ، مِكاورَ و جبلُ نيبوٍ يرقب الخانَ الحُمِر
أعرّفَ مؤرخٌ يوماً أكثر عزٍ أمْ حَجرُ ميشعَ لم تفي قوانينهُ العشر؟
أو فرسانٌ ثلاثةٌ هيلينيينَ، هرقلِ روما، كورشَ فرسٍ لم تجدْ المِجَر
أم قصرُ هاشمٍ على المالحِ، ذاتْ ذراعْ و أهلُ الكهفِ لم تُبنيَ الجِسِر
و أُهِلّتْ مؤتتةٌ بعد مديانٍ، فأنارها اللهُ بشهداءٍ طيارُهم الجعفر
نقاكَ وطني عينُ سارةَ في خليلٍ أنبياءَ الإبراهيمي و زوجاتُهُمُ الطُهُر
مهدُ بيتَ لحمٍ، حلحولُ يونسَ، زكريا، صفدُ شعيبٍ و يحي الذِكر
و تبتْ يدا هيرودسَ بمكاورٍ، على رأسِ يحيى سالومي تساومهُ البَتْر
فاجرةٌ عن نفسها تراودُ زوجَ أمها، فتراقص على جسدِ نبيٍ كعادَتْهُمُ الكفر
و دُروسٌ، واقعةُ فحلٍ و يرموكُ نصراً جسدت، وبحنكةِ ابن الوليدِ قُضِيَ النَصر
ابنُ رواحةَ، ابنُ الأزورَ، ابنُ حسنةَ و ابن الجراحَ شهداءُ و الطيبُ الكُثُر
تميَّزُكَ جبالُ غَربٍ، غورٌ شَطَّهُ تلالُ شرقٍ و يسيرُ باديةٍ آيةً من السِحِر
تتربع عمرةٌ، الخرانةُ، المشتى و القسطلُ تُحيينَ تصحُراً تغمّدُها الدَثر
و هَزَمَ الأصلالُ مُكابيٍ، فارسٍ وبيزنطةَ الرومِ و ألحَق الأيوبيُ بصليبِييهم الهَكر
ما أشاوسٌ جبارينْ للأرهابِ دُشَمٌ، إنْ علينا تجرؤا يُلَقَنونَ المُرَ فيولوا الدُبر؟
كيف الكرامةُ أغوارٌ على المعتدي أجمرت، و دم الرجال الرجال فجّرَ الوتر
هما الأردنُ و فلسطينُ مصيرٌ، عَجْنُ التأريخُ تكاملاً عِبْرَ العصورِ أزليةُ الدَهِر
و ظَنٌ إنْ كَتّرْ !! فالشريعةُ و مِلحُ الميتِ وصفٌ للشفاءِ، أو كقومَ لوطٍ العِبَر
الشاعر
د.خالد بنات / برلين

هناك تعليقان (2):

  1. سلمت يمناك دكتور اسهبت وابدعت

    ردحذف
  2. رب للشعر مدق يتسرب منه سار يبحث عن فكر يشع نورا يفقه منه كل إنسان أن أصل البشر من بعد هبوط آدم على الجبل المقدس يابوسيا... أبا لكنعاني سلالاته انارت الشرق منذ أن وجدت الخليقة لنجد من الطوفان الأول نقاء أهل الشرق من كنعان... لنبطي، أشوري، أكادي، سومري، سرياني و فنيقي طرق باب البحار ليخرق المحيطات و يضع بصماته في أماكن صعب على أهل الحضارات اختراقها بكل التطور من بعدهم. ونبطي تسللت من صلبه مكاشف العماليق، العمونيون، الأدوميون، المآبيون ليكون وادي عربة ممرهم الى أبعد الحدود و دثر رمال الشرق لتصل سجادة علاء الدين أواخر الكون الشرقي.... و السؤال المطروح الآن هل هم جذورنا أم اننا قردة مساخيط نعاقب على لبسنا عباءة تصر في أحشائها جثامين لم ترين الطير كيف نتعلم دفنها لتلد من أجيالنا الجدد متطورات تتنقل بين العصور البائدة من نور أجدادنا أهل الأرض الحقيقين؟؟؟؟

    ردحذف