الأربعاء، 31 مايو 2017

العفريت . بقلم المبدع // محمود مسعود

العفريت .......!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
 عالم العفاريت والجان هذا الغامض كثيرا مايلقي قبولا لدي ذوي النفوس التي لديها غريزة حب الاستطلاع ، وكثيرا ما يضعون هالة من هذا الغموض حين مناقشة مثل هذه الأمور الغيبية ، لقد كان محسن منذ صغره مولعا بتلك القصص والحكايات عن تلك الأساطير التي يكون أبطالها من الجن والعفاريت ،وتولدت لديه رغبة عارمة لدخول هذا العالم ، حتي أنه كان متابعا جيدا لأحد الأشخاص ويدعي أحمد يونس ينشر كل حين قصص عن هذا العالم عبر قناته علي اليوتيوب ، حاول والده إثنائه عن ذلك ولكنه كما يقول المثل ( الممنوع مرغوب ) كان يتمسك أكثر بموقفه من هذا الأمر ، ذات يوم وكان المنزل شبه خال من الأسرة ، جلس محسن يستمع لإحدى قصص أحمد يونس وكانت عن أسطورة ( النداهة ) المعروفة للجميع ، ومن شدة تأثره بها هيئ له أن النداهة تقوم بالنداء عليه ، خشي الاستجابة لها ، وتسمر في مكانه علي السرير الخاص به ، وأخذ يصرخ بعلو صوته علي أي من إخوته المتواجدون في المنزل ولكنهم غير مجتمعين في مكان واحد ، هرول إليه أخوه الأصغر عمرو وهو يتساءل عما حدث له ، كان محسن غارقا في عرقه ،جسده ينتفض ، يتلعثم في الحديث الغير واضح ، ويشير بإصبعه تجاه صالة المنزل ، سأله عمرو : مابك ؟؟ فقال كلمة واحدة وهو يشير بإصبعه إلي الصالة ( النداهة ) نظر عمرو إلي الصالة وهو يقول : أي نداهة يامحسن ؟؟ فقال النداهة اللي بتخطف البني آدمين وتحتجزهم تحت الأرض ثم تقوم بقتلهم ، ضحك عمرو وقال مطمئنا أخيه : عموما أنا توا قادما من الصالة ولم يكن بها أي مخلوق ، النداهة هذه في عقلك الباطن فقط ، بلاش تستمع إلي أحمد يونس هذا وإلا عقلك سيذهب في سكة الذي يروح ولا يأتي ، قال محسن وهو يقسم : إنني شاهدتها وهي تنادي علي وعلي فكرة كانت امرأة شديدة الجمال وكنت سأتبعها لولا أني تذكرت ما تفعله بمن يذهب معها وصرخت دونا عن إرادتي كما شاهدت ، أخذ عمرو يطبطب علي أخيه محسن ويذكره بخطورة مثل هذه الأمور ويجب عليه التوقف عنها وذكر بعض الآيات القرآنية التي توضح أن الاستعانة بهذه المخلوقات لا ينتج عنه إلا دمار الإنسان وإرهاقه وما هم إلا مخلوقات مثلنا تماما لهم عالمهم الذي يجمعهم مثل الإنسان ولكن الله ميزهم عن الإنسان بخواص لا يعلمها إلا هو ولذلك سموا من الغيبيات التي لا يجب التطرق إليها وقال له أنهم متواجدون معنا فمنهم المسلمون ومنهم الكافرون فنحن نؤمن بوجودهم كما أخبرنا القرآن وما جاء في السيرة النبوية من أحاديث ويجب علينا أن نستعين بالله وبقرآنه ضد من هم كفار منهم لأنهم مؤذون ، كان محسن لا يزال متمسكا بهذه الهواية الغريبة حتي أنه كان يبحث عن كتاب يدعي ( شمس المعارف ) أثيرت حوله الأقوال بأن من يحوزه يستطيع إحضار الجن وإخضاعه لخدمته إما في الخير أو الشر ، وألفت علي هذا الكتاب الأساطير التي جعلته من مصاف الكتب في العالم ، فشل محسن في الحصول علي مثل هذا الكتاب وظل سنوات يبحث عبر الانترنت عنه أو في المكتبات التي تبيع الكتب القديمة أو حتي الحديثة ، سأله والده ذات مرة : ما الجدوى من بحثك عن هذا الكتاب ، قال محسن : ياوالدي إن من يمتلك مثل هذا الكتاب يستطيع الحصول علي كنز سليمان ، ألم يكن الجن يخدمه عليه السلام ، ويعرف من الأسرار الكثير والكثير، فبالتالي لو تمكنت من الحصول علي هذا الكتاب استطيع أن أكون أغني إنسان علي وجه الأرض ، ضحك والد محسن وهو ينظر إليه فقال : اسمع بني : ألم يدر بخلد من ألف هذا الكتاب مثل تفكيرك وهذا من مئات السنين فكان أولي به أن يسخر الجن لأن يصبح ملك ملوك الأرض في زمانه هذا أولا ، ثانيا يابني ديننا يحثنا علي العمل وعلي التوكل علي الله بعد الأخذ بالأسباب إن ما تفكر به يابني يندرج تحت الدجل والشعوذة التي نهانا عنها إسلامنا أرجوك يابني لا تشغل تفكيرك بمثل هذه الأمور حفاظا علي صحتك العقلية لأن مثل هذه الأمور تذهب بالعقول وتأتي بنتائج لا يحمد عقباها ، أتريد أن يغضب عليك الله ؟؟ قال محسن : معاذ الله يا أبي ، فقال الأب : إذن اترك هذه الأمور وتمسك بكتاب الله ، أحفظه واعمل بما جاء به وحافظ علي تفوقك ونبوغك في دراستك ودع مثل هذه الأمور التي لا جدوى من خلفها ثم طبع قبلة علي جبينه فرفع محسن يد أبيه إلي فمه وقبلها قائلا له : أشكرك أبي علي هذه النصائح الغالية وسأعمل بها إن شاء الله 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 31/5/20177م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق