الأحد، 28 مايو 2017

قنديل البحر بقلم المبدع // محمود مسعود

قنديل البحر ......!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الجو كان صيفي معتدل الحرارة ، اصطحب أنور عائلته وتوجهوا لشاطئ البحر ، أغراه هدوء الماء وقلة الناس في ذلك اليوم ، لفت انتباهه قلة وجود الناس في مثل هذا الوقت من العام الذي يكون عادة مزدحم ، هبطوا جميعا إلي الشاطئ الرملي ، اتخذوا مكانا بجوار الماء ، نصبوا المظلة التي كانت معهم وأحاطوها بعدد من الكراسي الخاصة بالبحر والتي تطوي وهي مصنوعة من الخشب والقماش ، انطلق الأطفال يلهون في الماء ، جلس أنور مع زوجته وهما سعيدان لسعادة الأطفال ، كان ثلاثة منهم أبناؤهم وستة من أبناء شقيقات زوجته ، مر الوقت والكل سعيد وكان الأطفال ينزلون الماء وسرعان ما يعودون لأخذ أي شيء يؤكل أو يشرب ،وظلوا هكذا لا يعكر صفو لهوهم ولعبهم شيئا ، كانت المياه هادئة تكاد تخلو من الموج ، وهذا ما بث نوع ما من الطمأنينة لكل من أنور وزوجته ، وكذلك الأطفال ، قارب الوقت علي الظلام ، فنادي أنور علي الأطفال للاستعداد للرحيل ، كان الأطفال متعلقون بالبحر تعلقا غريبا في ذلك اليوم ، سمع أنور أحد الأطفال وهو يصرخ حد البكاء ، جري أنور مسرعا إليه ، حمله من الماء وتوجه به إلي المظلة ، سأله ماذا به : فأجاب الطفل لا أدري ياعمو ، كل ما أستطيع قوله إنني أشعر بقدمي تحترق ، وألم فظيع ، هدأه أنور وأخذ يبحث عن مصدر الألم فوجد قدم الطفل كأنها قد انزلقت في وعاء من الزيت المغلي ، اضطرب جدا ، وأخذ يبحث عن علاج ، حمله وقصد به صيدلية قريبة من الشاطئ ، وعرض الأمر علي الطبيب الصيدلي ، فتبسم الرجل وهو يطمئنه بأن هذه مجرد لسعة قنديل سيستمر أثرها أيام ومع العلاج ستنتهي سريعا ، اندهش أنور من حديث الصيدلي وقال له : قنديل البحر ؟؟ نحن نعلم أن شواطئنا تكاد تخلو من هذه المخلوقات ، فقال الصيدلي : وارد جدا وجود مثل هذه المخلوقات في البحر فهو عالمها وللأسف معظم المصطافين لا ينتبهون لذلك بسبب شفافية هذه المخلوقات والتي يستحيل معها رؤيتها إلا بصعوبة ونحمد الله أن هذه النوعية غير سامة أو سمها قليل التأثير بالمقارنة بالأنواع الأخرى من قناديل البحر ، فهناك نوعية منها شديدة السمية ولكنها لحسن الحظ لا توجد في شواطئنا وهذا من فضل الله ، مد الصيدلي يده بنوع من المراهم يؤخذ في مثل هذه الحالة وأشار عليه بالتعليمات في استخدامه مرة في الصباح وأخري في المساء ، وانتهت الرحلة بسلام وكان الجميع مسرورا بها درجة أنهم كانوا يتحاكون عن مغامراتهم فيها لولا إصابة كريم بلسعة القنديل والتي صارت من نوادرهم التي لا تنسي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــِِ
بقلمي / محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 28/5/20177م

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق