الجمعة، 20 يوليو 2018

وقفة . بقلم المبدع // هارون قراوة


وقفة :
تاوَّدت أعطافُ الحرمانِ في داخلي
وطوحتني المسافاتُ الى حيث ساحات الملح والعطش : بعد لأْيٍ تهتز الأرضُ ثورة وتمردا :
فأركب ظهر أُمِّ قشعم الى مدينة في الذاكرة 
المتعَبة .....
مدينةٌ عهدتها مرابطَ دفءٍ ومرابض حنين....
مدينة كانت شاهد إثباتٍ على حفيف الروح 
تسبح في ثنايا الطهر والبراءة..... على شذا 
الرياحين نكثفه لهفة انتظار ، وارتعاشة لقاء.....
وينقشع الضبابُ عن الفؤاد فإذا الإحباط يرسم
بالحبر الصيني ، وإذا المآذن يستبيحها اليتمُ...
والديار لم تعد الديارا... .......
هناك فوق ربوةِ التيهِ أقف ملتاعًا كعصفور يلله القطر وأصيحُ :« حنانَيْكَ يا سيدَ البيد والخواء :
هل قابلتَ بعضي ؟ »...يهرش قفا ذاكرته ويردَُ
« بالأمس كانت هنا تنتظر ربيعا لم يأت ، وتلتمس
آثار قمر ضاع في زحمة الوجع ....بعد طول انتظار
رحلتْ يا ولدي......نعم رحلت إلى حيث ترحل 
الأشواقُ منزويةً في شعاب الحنينِ وباتتْ قصةً 
تغذي ذلكرة النسيانِ.......لقد أخلفتَ وعدكَ ياولدي
وتأخرتْ ركابُكَ....فارحلْ»
تهتُ بين المرابعِ والمشاتى ، وغيرتْ الشمس مسارها
فٱرتميتُ على جثةِ - أناي - أبكيها وأرثيها...ًورفعت
رأسي فإذا أمُّ قشعم تطعم صغارها -قلبي- وإذا 
روحي تتبرأُ مني....تنكرني و. ..تمضي.

_________________________ هارون قراوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق