الأربعاء، 18 يوليو 2018

نِداءُ البحر. بقلم المبدع // إبراهيم فاضل

نِداءُ البحر
الشاعر / إبراهيم فاضل
========================================
سمعنا صوتاً يُنادي علينا
فوق الهوةِ المُظلمة
مَنْ هناك ؟
كتبنا أسماءَنا على الرمال
والموجُ يهمسُ بلا انتهاء
وأقمنا على الصخرِ أياماً طوال
نُحَدقُ في مدى الأقمار
لنعرفَ سرَّ جُرحِنا
ويأتي المطرُ ليزيلَ أسماءَنا
في ومضةِ ضوءٍ نقرأُ مصيرنا في كفوفنا
ونسمعُ خُطى الصمتِ الغريبة
والريحُ والبحرُ يدغدغان حواسَنا
نفتحُ النوافذَ وتبتهلُ قلوبَنا
ونكونُ أنقياءَ بلا حدود
والليلُ يرحلُ والنهار
والضوءُ يبحثُ عن سكينة
وجُرحُ الشمسِ يفيضُ ببذور الزهور
على نفسِ المسيرة
في عُمقِ البحرِ طيفُ ابتسامة
أتطلعُ إلى المدى في وقار
يناديني صوتُكِ في عُمقِ المساء
وغيمةٌ تسكنُ بجوارِ القمر
وأضواءٌ في أغوارِ ليلٍ يرتجف
بعيداً بعيداً في الجُزُر
شهقنا شهقنا
فلمحنا ألوانَ الصباح
فرسمنا حدائقَ وأحلاماً مُضيئة
حتى بدتْ نيرانُ الغروب
مددنا أيدينا وقطفنا نجوماً لدقاتِ قلوبِنا
سمعنا نداءَ البحر
تُصارعُنا الأمواجُ والرمال
وهو يفورُ ساعاتِ الظهيرة
خارجَ النوافذِ وجوهاً مضيئة
والشباكُ تتشمشُ على الصخور
والقواربُ محملة بأسماكٍ مثل الزهور
في باحتنا غناءٌ وعاطفة
وسطَ غاباتِ مرجانٍ في الأعماقِ معزولة
نحنُ هُنا في مُنتصفِ النهار
حقائبنا خاوية في أيدينا
والبحرُ يحتَّلُ مكانهُ في نفوسِنا
تهفو العيونُ لابتسامةِ حبٍ
وكلُّ ليلٍ يكتملُ القمر
عطشى إليهِ وننتظر
جُزراً ذاتَ أشجارٍ صامتة
وحماماتِ سلامٍ ساكنة
لنقتفي أثَرَ الحياة
ونقرأُ ما كتبناه
في ظلِّ رائحةِ عُشبٍ ونكهة نجوم
وضوءِ خُطى الصيادين
نرى وجوهاً بلا ذاكرة
وأضواءً غريقة
وسُفناً عابرة
عالياً نرسمُ أسماءَنا على كلِّ باب
وكلُّ صخرةٍ محفورٌ عليها حياتنا
وعلى أكتافِنا نحملُ الليلَ الجريح
نبحثُ عن أسبابٍ لعثراتنا
إلى أين نمضي والليلُ مُشَيدٌ في خِواء ؟
أينما تكونُ يراكَ ربُّ السماء
ويسمعُ من قلوبِنا كلَّ نداء
======================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
قصيدة النثر
======================================

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏‏‏أشخاص يجلسون‏، و‏محيط‏‏، و‏‏سماء‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، و‏ماء‏‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق