الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

معلم الأربعين ...معلم خبير. بقلم المبدع // عماد الدين

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

معلم الأربعين ...معلم خبير
***********************************
أنا في الأربعين...
والأربعون سن خصه القرآن بدعاء مميز ، حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة قال 
" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت اليك وإني من المسلمين "...
هو دعاء مؤثر يتضمن الشكر عما مضى ، والدعاء للآتي وإعلان الولاء لهذا الدين..
في سن الأربعين تقبل الأعمال فقد قال سبحانه بعد هذه الآية ( أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ماعملوا..)وهذا جزاء الخالق لا غير
في سن الأربعين يشعر الواحد منا وكأنه على قمة جبل ، ينظر الى السفح الأول فيرى طفولته وشبابه..
ويجد أن مذاقهما لا يزال في أعماقه ، وينظر إلى السفح الآخر
فيجد ما تبقى من مراحل عمره ويدرك كم هو قريب منها..
إنه العمر الذي يكون الإنسان قادراً فيه على أن يفهم كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها...
في الأربعين يبدأ الشيب إن لم يكن قد بدأ سابقاً ، ويبدأ كذلك ضعف البصر فيقبل كل منا على نظارة القراءة وتصبح جزءاً من محمولاته اليومية..
وفي الأربعين نسمع لأول مرة من ينادينا في الأماكن العامة (معلم ذو خبرة )أو(معلم ذوتجربة) .. وهذاجزاء المجتمع
فنجد وجوهنا مستبشرة سعيدة..
في الأربعين يلتفت لنا من هم في الستين ليقولوا لنا ...
هنيئاً لكم ما زلتم شباباً ، فيزداد استعدادنا...
في الأربعين تبدأ مرحله منتصف العمر ، يبدأ السؤال القاسي بالظهور أمام الإنسان
ماذا أنجزت في عملك ؟
ماذا أنجزت لأسرتك ؟
ماذا أنجزت في حياتك ؟
ماذا أنجزت في علاقتك مع الأجيال ؟مع ربك؟لكن لا يجوز أن نتساءل ماذا تنتظر من غيرك عموما !!!؟؟ ؟
إنه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير ، فالمشكلة أن الأيام مرت أسرع مما توقعنا ، فأثناء طفولتنا كنا ننظر لمن في الأربعين على أنهم شبعوا من دنياهم ، أما اليوم فنرى أننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لأنفسنا ، وأن السنوات تجري بنا ولا تعطينا فرصة لكي نصنع ما نريد..
في الأربعين ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا ، ننظر إلى والدينا إذا كانا موجودين أو أحدهما فنشعر أنهما كنز وعلينا أن نؤدي حقهما ونبر بهما.. كذلك ننظر إلى أبنائنا فنراهم قد غدوا كإخوان لنا ينتظرون صحبتنا..
كذلك ننظر إلى الإخوان والأصحاب فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا ، كما ننظر إلى تقصيرنا وأخطائنا فنرى أنها لا تليق بمن هو في الأربعين حيث يفترض منّا فيه الحكمة والتوازن..
في الأربعين يبدأ الحصاد ، نشعر حقيقة أننا كنا كمن كان يجري ويجري ، واليوم بدأ يخفف من جريه.. ويلتفت إلى لوحة النتائج ليقرأ ملامحها الأولية ، وهو يعلم أن النتائج النهائية لم تحسم بعد ، إلا أن التغيير بعد الأربعين ليس بسهولة ما قبلها..
تحية لكل معلم تجاوز الأربعين أو دنا من الأربعين.. يحلم بصفة (خبير أو صاحب تجربة)
تحية لكل المعلمين من زرعوا من غرسوا من حصدوا
وغيرهم بإنجازاتهم تملقوا وتفاخروا
وسام شرف قلده الله لنا وشهادة شكر نفرحوابها من جيالا درسناها
لكن تكون النهاية بمجرد جراية من قبل المسؤول
المعلم في سن الأربعين يكتسب الخبرة
المعلم في سن الأربعين يكتسب التجربة
هوا المعلم الخبير من بعد هذا السن يستعد للرجوع إلى الله والتحضير للقاء الله سبحانه وتعالى وشكره على ما أعطانا...
************************************************************************************
عماد الدين التونسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق