الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

نزرع فيأكلون . بقلم // د // خالد بنات

نزرع فيأكلون
القُبّرُ همد و سكت الحسون و الزرزور
تخشب السندان و تفحم الزان و الزعرور
رموشنا أمام خيانتكم قضت تحفر الدهور
و تقاعدت عيوننا في الحلك و خدر البخور
في الأودية كالأفاعي نغتبط و في الجحور
طقطقات الصيد تراقصنا و لسعات العقرب و الدبور
نفترش الطرقات جثامين تتنفس و الثغور
لا جزمة في شتاء يتنعلها طفل بلغ الويل
لا دمعة ماء تقي حرّة صيف تندي الثبور
لا حلم بناي يسلطن ....لا ربابة... لا نورج يدور
لا عرس، لا فرح بنجاح، لا هوارة لا سهور
و قرقعة الدجاجات تدوسها بصاطير غلم نفور
ذاكرة الحجر لا تنبع زيتا... غمْس لقمة خَمور
لا حروف تنسج عتابا... لا صلاة لحردون صخور
و علماء أمتنا... يوقدون إفتاء رقابهم نفطا يفور
مع الأردن يبنى سوراً يضَمّ فلسطينَ فاين الزجور؟
في بغداد اصبحت ذاكرة الشام آثار الزابور،
و طرابلس تأبن صنعاء و عدن تخلج خارج القبور،
و بلا حياء سيناء بسيرة غزة تدمر و طرش تغور،
صوت بيروت يذكر بالقدس هنيهة خروجا و عبور،
ثم أواه كيف تونس دون مناجاة الجزائر ردع غيور،
فهل ما زلتم تلبسون العباءة... تنظمون قواف عبر دهور
سيحترق زيت مقاليكم و عقلكم إن كان سيفحم غرور
مآتم اشجار بلادنا أصبحت و الرزق منكم نهب هجور
لمع المدافع تركعكم و أنتم و أبنائكم زناة سكور
تخلطون طبخ ضباب مع صوركم كسلق زيوان و القمح برور
و أبناء فقرائكم تبيعون بخس خرطشة أقنعة مرور
لا الشتاء صواريخ يطفىء ... و لا لكم في صلح سطور
قادة انتم لم تزرعون لنا يوما سوى الهَئور
و تحت حمايتكم شقاءنا يُحصَدُ من غريب دُهور
الشاعر
د.خالد بنات / برلين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق