السبت، 29 يوليو 2017

لا مقام للعزاء . بقلم المبدعة // مريم محمد المهدي التمسماني

لا مقام للعزاء
صفير الرياح الشرقي 
تهز 
ضفاف خليج طنجة
قواقل من
العابرين
والمتسكعين
وكل من 
قطعت بهم السبل
على اعتاب 
الضفة البحرية للمدينة
اسمع عويل وتمرد الاموات
على صفحات البحر
قصائد الرثاء و النعي
تكتب عن كل 
من غاص فيها و لم يعد
وعلى مد البصر
تلمع
بقايا احلام مبتورة
تنمو بين الضفتين
طين وماء تورما معا
في مهب الريح العاصف
فاض الماء
موجة تبتلع الاخرى
الموج يمضغ بعضه
ليشيد مقبرة للدفن
في عمق البوغاز
في زمن العهر
فاض كاس الاسى
وما شبع البحر
البحر مازال ينادي
هل من مزيد
ولازال الموت
يتسلل من بين
اصابع الموج
ليخرق قوارب الموت
حطام الحلم البائد
واضغاث الاحلام
وبعض الاوهام
والفردوس المفقود
يلهب الالباب
هذا موسم
الجني و القطاف
الخصوبة تراجعت
في وجه زمن العقم
فلا مقام للعزاء هنا
المدينة الفاضلة
هي الاخرى
لفظت انفاسها الاخيرة
ابتلعها
البحر و المحيط
مريم محمد المهدي التمسماني
طنجة المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق