السبت، 30 يونيو 2018

المقال الثانى من اليهـــوديــة والأفتراضــات البحثيــة للعلوم الاجتماعية . بقلم المبدع // د // طـــارق رضـــوان


المقال الثانى من اليهـــوديــة والأفتراضــات البحثيــة للعلوم الاجتماعية

بقلــــم د. طـــارق رضـــوان (مصــر)

اعترض المسيري أيضا على الانتقادات الحادة التي وجهها الاشتراكي الفرنسي المعروف "شارل فورييه"، الذي نقل عنه قوله: "إن التجارة هي مصدر الشرور، وأن اليهود هم تجسيد لها، كما أنهم المستغلون الرئيسيون في أوروبا.وأنهم ليسوا جماعة دينية، وإنما هم جماعة قومية غير متحضرة وبدائية ومعادية للحقيقة، ولا بد للمجتمع من التخلص منهم بالدمج أو الطرد.وأشار "فورييه" إلى قوانين الطعام اليهودية على أنها قرينة على صدق كل الشائعات التي أطلقها أعداء اليهود عنهم مثل: اتهامهم باعتقادهم أن سرقة المسيحي أمر شرعى مباح لهم، ولذا يرى "فورييه" أن لفظي "يهودي" و "لص" مترادفان، وأن الإنسان عند التعامل معهم لا يتوقع سوى أكاذيب ولا شيء سوى الأكاذيب التي يشجعهم عليها دينهم.ويرى "فورييه" أيضا أن اليهود عنصر تجاري لا ارتباط ولا انتماء لهم بوطن؛ ولذا فهم لا يتورعون عن ارتكاب أعمال الخيانة العظمى، ويعملون جواسيس لكل الأمم وجلادين لها، وهم كذلك غير مبدعين في الفنون والآداب، ولا يتميزون إلا بسجل طويل من الجريمة والقسوة.
وكان تصور "فورييه" لعلاج المسألة اليهودية هو تطبيق قوانين قاسية على اليهود، ومنعهم من الاشتغال بالأعمال التجارية، وإبعادهم عن الحدود والسواحل والأماكن التي يمكن أن يمارسوا فيها التهريب والتجارة. أما أتباع"فورييه" فكانوا يرون أن العِرْق اليهودي قبيح من الناحية الجسدية، فوجوههم تخرق قواعد الجماليات.

والعِرْق اليهودي عِرْق طفيلي كليةً يصيب المجتمع بالتحلل، ولم يختلف رأي "أدولف ألايز" عن رأي "فورييه" و "هتلر"، فقال: إن اليهود مثل البكتريا القذرة تؤدي إلى عفن المكان الذي تصل إليه.وقد ربطت مدرسة "فورييه" بين "ماركس" والبلشفية من جهة، وبين "ماركس" واليهودية من جهة أخرى، وقال "يوجين دوهرنج" عن اليهود: "إن جمجمة الإنسان اليهودي ليست جمجمة إنسان مفكر؛ فهي ملأى على الدوام بالربا، وأن الحل بالنسبة إلى اليهود هو القتل أو الطرد".

ويشير بالتحديد إلى فضائح الفساد المالي والسياسي التي ارتبطت باليهود؛ وكالعادة ينزع الصبغة اليهودية من هذه الجرائم، ويربطها بوجود اليهود داخل مجتمعات فاسدة مستغلة تساعد الإمكانيات الفاسدة داخل الإنسان على التحقق. .ورغم هذا التفسير الذي قدمه"المفكر العربي" فإننا نرى أن فيه إدانة لليهود في ذات الوقت حينما يقر بأن في نفوس اليهود إمكانيات فاسدة أصلاً ساعدها فساد المجتمع على الظهور.
أما عن بروتوكولات اليهود فيقول "المفكر العربي": أن "البروتوكولات" ليست إلا وثيقة مزورة، وأن نبرتها ساذجة للغاية، وأن كاتبها "سيرجي تيلوف" هو الذي زيفها. ويرى "المفكر العربي": أن الإشارة إلى "البروتوكولات" واستخدامها في الإعلام المضاد للصهيونية أمر "غير أخلاقي"، وحتى لو كانت حقيقية. وأن الهدف من ترويج هذه الوثيقة وغيرها ككتاب "أحجار فوق رقعة الشطرنج" هو إشاعة الخوف من اليهود والصهيونية، ومن ثم تسويغ العجز العربي والتخاذل أمامهما.
وعن "التلمود" يرفض "المفكر العربي" رأي الحاخامات والمفكرين الصهاينة الذين يرون أن "التلمود" هو الذي علّم اليهود الاستعلاء والتفوق المليء بالعصبية الضيقة الضارية، وأنه هو الذي صنع النفس اليهودية، وصاغ خصائصها. 
ومع ذلك يرى هذا المفكر أنه - أي التلمود الذي هو تفسير الحاخامات للتوراة - هو المعيار السائد المقبول في كل ما يتعلق بحياة اليهود وأعمالهم ونشاطهم الفكري منذ القرن السابع الميلادي، وهو أهم الكتب الدينية عند اليهود وهو الثمرة الأساسية للشريعة الشفهية، وينتشر بين اليهود بشكل متزايد، وأنه ساعد على اكتساب مركزية في الفكر الديني اليهودي وأنه الرقعة اليهودية الخالصة، وأنه قد حلّ محلّ التوراة في العصور الوسطى باعتباره كتاب اليهود المقدس والأساسي، وأنه تركزت فيه كل السلطة الدينية والروحية في اليهودية، وأنه لا يقتصر على الحياة العامة لليهود، وإنما يمتد ليشمل أخص خصوصياتهم.
وأشار "المفكر العربي" إلى أن الشرائع التلمودية تدرس في إسرائيل، ويعاد طبع النسخة الأصلية منها دون تعديل، وأن تأثيره واضح على قوانين الأحوال الشخصية وقوانين الطعام والقوانين الزراعية، وأن بعض الجامعات هناك تشترط على طلابها تحصيل معرفة تمهيدية بالتلمود، ومن المعروف أن التلمود يرى أن هناك نوعين من البشر فقط: اليهود، وغير اليهود. اليهود هم الوحيدون الذين يجسدون روح الإله، وأنه لن يدخل الجنة غير اليهود؛ لأنهم شعب الله المختار، وأن غير اليهود أنجاس.... إلخ.
ويثبت "المفكر العربي" في ذات الوقت أن من 20% إلى 50% من أعضاء الحركات السرية الهدامة الموجودة في الولايات المتحدة هم من اليهود، كما يثبت أيضاً أن نسبة عضوية اليهود في الجماعات السرية في العالم تبلغ 30%، كما يعطي بنفسه أمثلة لهذه الجماعات الهدامة كجماعة "عبدة الشيطان"، ثم يسوغ ارتفاع هذه النسبة لليهود في هذه الجماعات الهدامة بأنه "تعبير عن ضعف العقيدة اليهودية
يرفض "المفكر العربي" أي ربط بين الماسونية واليهودية، ومع ذلك يقول "المفكر العربي": "حينما يربط المعادون لليهود بينهم وبين الحركة الماسونية فإنهم محقون في ذلك تماماً؛ إذ إن نسبة أعضاء الجماعات اليهودية في المحافل الماسونية عادة ما يكون أعلى".

إن القيمة الكبرى التي يعطيها اليهود "للتلمود" ورفع مكانته فوق مكانة التوراة (التى انزلها الله وذكر فيها محمد (ص)) يجعله بمثابة عقيدة اليهود الأولى؛ ومن هنا تسقط تماماً كل دفاعات "المفكر العربي" الرافضة للربط بين سلوكيات اليهود وعقيدتهم الدينية.
انتهي "المفكر العربي" إلى نتيجة غريبة لم تكن في الحسبان مطلقاً، وهي: أن اليهود ليسوا بأعدائنا بالدرجة الأولى؛ حيث يقول: "إن عدونا ليس الأفعى اليهودية... وإنما هو العالم الغربي الذي يدافع عن مصالحه الاستراتيجية التي يمكن تعريفها والتصدي لها ومحاربتها في كل مكان".والذي لا شك فيه هو عداء العالم الغربي للإسلام، لكن الله - تعالى - وليس "المفكر العربي" هو صاحب الحق الوحيد في تحديد من هو العدو؛ إذ قال في كتابه العزيز: ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ﴾ [النساء: 45].

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٩‏ أشخاص‏، و‏‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق