الأربعاء، 30 مايو 2018

السعـادة وعلاقتها بالأدب والأدباء . بقلم المبدع // د // طــارق رضــوان


السعـادة وعلاقتها بالأدب والأدباء
بقلم د.طــارق رضــوان

السعادة فن يقترن بالقناعة وأقصد بكلمة فن أنها كى تدرك لابد للانسان ان يتكيف لاعبا ادوار تمثيلية عديدة حسب متطلبات الحياة ومواقفها، عليه ان ينظر لنصف الكوب الممتلىء مقتنعا بانه أفضل حظا من غيره. فالانسان بهذه القناعة يصبح لديه عيون ترى هذا الكائن المعنوى الخفى الذى ننشده جميعا ونبحث عنه الا وهو السعادة
كانت السعادة هاجس البشرية منذ الأزل، واختلف الفلاسفة قديماً وحديثاً حول مفهومها، إن كانت مرتبطة بالمحيط الخارجي أم انها شعور نابع من داخل الإنسان، وله القدرة على التحكم به. وكان السفسطائيون في ما مضى يعتقدون بأن السعادة مرهونة باتباع الأهواء، بينما كانت قناعة سقراط وأفلاطون بأن السعادة تكمن في الفضيلة.
ويمكن ربط مفهوم السعادة المتحول، بأبرز المراحل العمرية للإنسان، وهي السنوات الأولى من عمر المولود، سنوات الدراسة والمراهقة، ومرحلة الشباب، ومنتصف العمر. والمرتبطة بدورها بحضارة وثقافة وبيئة كل مجتمع في مراحل ازدهاره ونكوصه.
ونجد فى الأعمال الأدبية جدلية بين الموت والحياة وبين السعادة والحزن وبين الشىء ونقيضه، هي جدلية أبدية ناقشتها الفلسفة والفكر والتحليل النفسي والإبداع، بحيث أنها ثنائية تتعايش في نفس الإنسان، وتجعله قابلا لأن يعيش كونه الشخصي بين العيش والترقب، وهو ما يجعل تجاذب طرفين متناقضين، قابلين للتعايش معا. وفي ظل هذه الثنائية، نعرف أن كل المصائر هي حتمية وموعودة بالوصول الجميل، الشيء الذي يجعل من متلقي الخرافات والحكايات منتظرين لهذه النهاية السعيدة التي يرغبها العديد من الناس وينتظرونها، وهي تأتي على هذه الشاكلة « وعاشا في سعادة وهناء » ما يجعل البطل يستعذب كل المآسي ليصل إلى سعادته المأمولة
ويجد البعض السعادة فى التدين أو المال أو فى أحد أنواع الحب أو أحد مجالات الأدب والثقافة وهذا هو موضوع حديثنا "السعادة وعلاقتها بالأدب والأدباء" . ففى الماضى كانت القراءة والثقافة عامة مقصورة على قراءة الكطتب والروايات والأشعار، لكن حديثا نافست الصحافه الاليكترونية الكتب وصار الأدباء بين مؤيدين ومعارضين للصحافة الاليكترونية. ونجد الكاتب والروائى الأمريكى الشهير جوناثان فرانزن والأديبة البريطانية زادى سميث صاحبة رواية "الأسنان البيضاء" يهاجموا مواقع التواصل الاجتماعي وتقول (زادى سميث) أن هذه المواقع بردود افعالها الفورية تهدد شعورها بالخصوصية في الكتابة حتى لو كانت مخطئة وحتى لو كان ما تكتبه دون المستوى، ومن ثم فهذه المواقع تشكل على المستوى الشعوري لها ككاتبة نوعا من مصادرة الفضاء الابداعي. والجانب الأخر يرى أن على صفحات الفيس بوك يمكن للمتصفح ان يلتقى بالمتنبى والجاحظ وجبران خليل جبران ونجيب محفوظ وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وادونيس ومحمد الماغوط ومحمود درويش ناهيك عن نزار قبانى "بشعبيته الالكترونية الطاغية" سواء على صفحات خاصة بهذه الأسماء او صفحات مخصصة لقضايا الآدب والثقافة.

وقال اميس وهو صاحب روايات ذاعت شهرتها في الغرب وخاصة "المال" و"حقول لندن" ان بعض مواقع التواصل الاجتماعي "تحولت الى آبار للكراهية" ليكشف عن أنه قرر أن "ينأى بنفسه عن السوشيال ميديا".
وفي المقابل، فان كتابا من المشاهير في الغرب لم يتخلوا عن مواقع التواصل الاجتماعي أو "السوشيال ميديا" وفي مقدمتهم جوان رولينج صاحبة "هاري بوتر" وفيليب بولمان صاحب "البوصلة الذهبية" وبريت ايستون اليس صاحب "الأخاديد".
كما أن صفحات الكثير من الكتاب سواء في الغرب او الشرق تحولت الى منابر للترويج لكتبهم واصداراتهم الجديدة لتفتح فضاءات التواصل الجديدة افاقا رحبة للمبدعين ومن بينهم من يكتبون بلغة الضاد

ويحضرنى قصة حب وتزاوج فكرى وثقافى بين جبران خليل جبران مع ماري هاسكل التى رفضت أن تتزوجه لأنها تكبره سنا لكنها فى هذا الوقت تتبنى المواهب الجديده فصار بينهما تزاوج وسعادة فكرية وثقافية رغم الاختلاف الحضارى والسلوكى بينهما وصارت هى مصدر الهامه وصار هو أهم كاتب عربى عالمى. فلو توقف جبران عن الم رفض زواجها منه لما وجد السعادة والنجاح. فعلينا أن نتعلم أن بداخل الحزن مصدر للنور والأمل وأن مع العسر يسرا

هنا يأتي دور العلاج بالكتب، وقد بات هذا النوع من العلاج الذي يمارسه علماء النفس في أنحاء العالم، والأخصائيون الاجتماعيون، والمعالجون من أصحاب المشورة، فضلا عن أمناء المكتبات، واسع الانتشار.
وفي مدرسة بريطانية تحمل اسم "سكول أوف لايف" (أو مدرسة الحياة) ويديرها إلين دي بوتون في لندن، يقيم أربعة أطباء من المعالجين بالقراءة. ومن بينهم إيلا بيرثود، وسوزان إلدركن التي أصبح كتابها "العلاج بالرواية: سرد من الألف إلى الياء للعلاجات الأدبية" بديلا مقتصدا للاستشارات التي تلجأ إليها المدارس بتكلفة باهظة. وأيا كانت المشكلة التي تجد نفسك فيها، هناك دوما كتاب يذكرك بأن أناسا قبلك عايشوها، وأن الأمر يتعلق فقط بالعثور على مثل ذلك الكتاب.
أن مؤلفات «التنمية البشريّة» ،ولا ننسى بالطبع د.ابراهيم الفقى، ليست اختراعاً مشبوهاً ظهر متأخراً في عصر التسويق الإعلامي والجنون الاستهلاكي، لكنها نزوع ثقافي قديم يرتبط بجوهر تعريف الثقافة ورغبتها في تحسين حياة الإنسان. فهي التطوّر الطبيعي لهؤلاء الفرسان الباحثين عن السعادة والخير والحق والجمال والقوة منذ فجر البشريّة.
وكما لمح أرسطو في كتابه" الكتابات الشعرية" يعد الشعر، ويتضمن هنا كذلك القصص والروايات التي يصنعها الخيال بصفة عامة، أكثر خطورة وجدية من التاريخ ذاته؛ فالمؤرخون يعنون بما حدث، بينما الرواية تتيح لنا معرفة ما يمكن أن يحدث، وتطلق العنان لمخيلاتنا. لكن فكرة الكتب كعلاج للاضطرابات العاطفية ليست بالجديدة كما قد تتصورون؛ فاليونانيون القدماء وضعوا لافتات فوق أبواب المكتبات تخبر الرواد من القراء بأنهم داخلون إلى مكان لشفاء الروح. وفي القرن التاسع عشر، كان الأطباء وممرضات العيادات النفسية يقدمون للمرضى كتبا بدءاً من الإنجيل إلى أدب الرحلات، ومؤلفات بلغات قديمة.

وأخيرا نلجأ الى المشرع الرئيسىوهو الله الواحد الأحد القائل عز وجل ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) . والكبد هو الحزن والألم الناتج عن عدم قناعة ورضا الانسان بما وهبه الله. فهو بحواسه وامكانياته العقلية المحدودة يعجز غالبا عن الالمام بحكمة ومشيئة الله فيحزن ويكتئب وينصرف عما خلقه الله من أجله مدمرا نفسه دنيويا ودينيا بتركه ما خلقه الله من اجله وهو عبادة الله عز وجل ويصبح شريدا بلا هدف حزينا بلا مأوى.اللهم قنعنا بما رزقتنا ووهبتنا ولا تطردنا من رحمتك ونعمتك.

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق