السبت، 30 سبتمبر 2017

زارع الحزن .بقلم المبدع // بكري دباس

زارع الحزن
يا زارِعَ الحُزْنِ ذابت مهجتي عِلَلا
رِفْقاً بِروحي فَدَعْها تَرْتَوي قُبَلا
ناشَدْتُكَ اللهَ أنْ تَسْقي لَها رَحِمٌ
مِنْ عاشِقٍ مُخْلِصٍ في قَطْعِهِمْ وَصَلَ
يَسْري بِأوْرِدَتي كَالأحَمَرِ القاني
زِﺩﻧﻲ غراما ﻭَأﺳﻌِﺪﻧﻲ بِهِم نُزُلا
ﺇﻧﻲ ﻟَﻌَﻤْﺮﻙَ كم ﺃﺧﺸَﻰ ﺇِﺫَﺍ هَجَروا
كيفَ الرِّضاءُ إليهم لم أجد سُبٌلَ
ﻳَفْتَرُّ ﻣُﺒْﺘَﺴِﻤﺎً ﻳَﺤْﻤَﺮٌّ في خَجَلٍ
والثَّغْرُ مِنْهُ اللَّمى كَمْ يَقْطُر العَسَلَ
لا تَشْتَكي أسفاً حُبّاً فُجِعْتَ بِهِ
ﻫَﻴْﻬﺎﺕَ ﺑَﻌْﺪَﻙَ ﻳَﻠﻘﻰ في الهوى مَثَلا
هذا فُؤاديَ لَمْ يَظْفَرْ بِمُنْيَتِهِ
في رَكْبِ مَنْ ذابَ في أشْواقِهِمْ رَحَلَ
فصل الرَّبيع حَزينُ الثَّوبِ وافانا
أينَ الرَّبيعُ وَطَيْفُ الرّوحِ قدنَحَلَ
صارَتْ لَفَقْدِكُمُ الأيّامُ في وَجَعٍ
أنهارُنا يبسَْ والزَّهرُ قدْ ذَبُلَ
أخْشى عليه وﻣِﻦْ نيرانِ أنفاسي
أنْ يلفحَ اللَّهَبُ الوَجْنات لوْ شَعَلَ
يا ساكنينَ بِروحي أينَ وِجهتُكُمْ
مهما يطولَ النَّوى لنْ نَفقدَ الأملَ
يا طائرَ الشَّوقِ قد هيَّجتَني ألما
فالضَّرعُ جفَّ فزدْ منْ ثغرها بللا
في أثْرِها كم بعثنا بالدجى رُسُلا
تاهَ الحَبيبُ وضيعنا خطى الرُسُلَ
إرجِعْ حبيبي فَإنَّ العُمْرَ في عَجَلٍ
يوماً أراكَ إلى أنْ أقضِيَ الأَجَلَ
للرّاغبينَ وصا لي إنني كلِفٌ
فالقلبُ ليسَ معي لوْ زِدتَّني سُؤلَ
من يرغب الوصل لن يحظى من المهج
إلا حنيني لمن أهوى فما قبل
(لوْكانَ قلبي معي ما اخترتُ غَيركُمُ)
(ولا رضيتُ سِواكُمْ في الهوى بَدَلا)
(لكِنَّهُ راغِبٌ في منْ يُعَذِّبُهُ)
(وَليسَ يقبلُ لا لوماً ولا عَذلا)
م. بكري دباس. البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق