السبت، 30 سبتمبر 2017

بشاكير. بقلم المبدع // حسام القاضي ..



#بشاكير ).🤧
كُن على ثقةٍ أنَّ هَذا العُنوانَ خُطَّ وهُو يُزاحمُ عِدَّةَ عَناوينَ تُدورُ برأسِ مُرَوِّسِهِ كُلُّها مُكتملةُ الأفكارِ - وللهِ الحَمدُ -، كما ارغبُ بأن يعلمَ قُرَّاءَ هذهِ السُّطورِ بأنَّ أكثرَ ما يُتعبُ كاتِبَها ردودُ بعض القراءِ من بعض البُلدانِ الذين تتباينُ اللغةُ في مفاهيما بينا، لحتَّى أنَّ قارئةً ارسلت العديدَ من الإستفسارات حول معنى ( فطايس ) في مقاليَ الذي نشرتُهُ قبلَ أسبوعين؟، علماً انَّ صورةَ ذاكَ المقال توضحُ معناها ( كيس قمامه مغلق ) ماذا عساه يحتوي ؟، حتماً ليس لؤلؤاً ولا مرجان !، إنها ( الفطايس ) وتسألني وأجيبها وتسألني وأجيبها، آهٍ منهُ الاستعمارَ الذي جعلَ لهجةَ الجزائرِ عصيٌّ عليَّ فهمها .. وأخشى انَّ لهجتي كذلك بالنسبةِ لهم عَصيَّةً - مع اننا لا نكتبُ بغيرِ العربيه - !!.
🔠🔡🔤🔠🔡🔤🔠🔡🔤🔠🔡🔤
مِن أغربِ المقالبِ التي لطالما يتكرَّرُ وقوعنا بها أننا نظنُّ أنَّ البِشكيرَ الذي يجلُبُهُ الحلاقُّ لم يستخدمهُ لأحدٍ من قبلك، يُحضرُهُ مِن على المِنشَرِ الموجودِ خارجَ الصالون، يُطقطقُهُ أمامكَ قبلَ أن يضعهُ حولَ رقبتك، وحتماً لن تستطيع شمَّهُ لأنَّ رأسكَ بينَ يديِ الحلاَّقِ يُديرُهُ أنَّى يَشاء ؟، ولئن كنتَ ذكيَّاً وَوقفتَ بضعةَ أمتارٍ عن الصَّالونِ بعدَ مغادرتكَ لهُ فإنك حتما ستُصعقُ مما سترى، البِشكيرُ نفسَهُ يُطقطقُهُ الحلاَّقُ في الهواءِ ليعيدَ نشرهُ من جديدٍ ليتسنى لهُ استخدامهُ لزبونٍ جديد .
وتتكررُ حكايةَ البشاكيرِ وكثرةَ استخدامها، وتُذهِلكَ خفةَ اليدِ وسرعةَ الحركه، ولئن كان الحلاَّقُ - أو المُزيِّنُ - ممن يُجيدُ الحبكَ على وَترِ الدَّردشةِ وسردِ الكلامِ، فإنَّهُ حتماً يستطيعُ صرفَ انتباهك عن كثيرٍ من السلوكياتِ التي لو دققتَ فيها النظر لكانَ لكَ حولها ( كلاماً وكلاماً ) لكن، هذا الموجودُ سيدي !! .
💇🏾‍♂💇‍♂💇🏾‍♂💇‍♂💇🏾‍♂💇‍♂💇🏾‍♂💇‍♂💇🏾‍♂💇‍♂💇🏾‍♂💇‍♂
( صالون للسيدات ).💇🏻
تُرى مَن أكثرُ شريحةً يَلفِتُ انتباهَهَا هذا العُنوان - صالون للسيدات - ؟، حكايةُ هذه الصالوناتِ تختلفُ قليلاً عن تلك الخاصةَ بالرجال ؟، هُنا وما أدراكَ ما هُنا ؟، هنا ( صالون للسيدات ) ؟ حيثُ الأحاديثُ وتبادلُ الأسرارِ والغمزِ واللمزِ وبعضُ مُقبِّلاتُ النميمةِ ؟، ناهيكَ عن الحَفِّ والقطفِ والجرفِ ؟، هُنا المكياجُ والمَنكَرَةُ والمحمرَةُ والمَصبغةُ، هنا تُبحلقُ عيونُ البعضِ تتمنى لو يطيرَ السِّتار !، هُنا الصالوووونُ حيثُ تُحشَى عقولُ بعضهنَّ بسمومِ الأفكارِ !، هنا - أحياناً - كالسجونِ يُتَعلَّمُ ما لم يَكن يُعلَمُ، هُنا مصنعُ الكيماوياتِ بعينها إذ يُتهافتُ لتغييرِ الأشكالِ وتجميلَ الأجساد وبهاراتٍ للتَّزيينِ، وأحياناً لكثرتها تكن النَّكهةُ نكهةَ إفساد .
💇🏼💄💅💇🏼💄💅💇🏼💄💅💇🏼💄💅
وأخالُ أن الآثارَ ها هنا لا تقتصرُ على السيِّداتِ - كما هو بصالونِ الرِّجال -، أخالُ أنَّ تلكَ الصَّالوناتِ كانت مسرحاً لإفلاسِ الجيوبِ ومَهلكاً للعديدِ من البُيوتِ ومنارةً للمباهاتِ يَتسيَّدُهَا أخصائيو وأخصائياتِ التَّزيينِ التي جعلت من المُوضاتِ منهجاً يُعبَدُ حتى لو لم يُرضي الله ؟!.
💄💅💄💅💄💅ح💄💅💄💅💄💅
حكايةُ البشاكيرِ تلكَ حكايةٌ رمزيةٌ ترتبطُ كثيراً بمناحي الحياة، حكايةُ الأناقةِ والترتيب، حكايةُ النظافةِ والتهذيب، حكايةٌ تجمعُ على بُسطها ( بتلكَ الصَّالونات ) زبائنَ لا عملَ لهم سوى مراقبةِ المارةِ وإلقاء مخلفات البُرارَه !، زبائنٌ جعلوا من تلك الصَّالوناتِ مَقاهٍ كَثُرَ أذاها ؟، فتعلَّقت لذلكَ يافطاتٌ كُتَبَ عليها ( لطفاً : إن لم يكن لديكَ عَمَلٍ فَدَعنا نعمل ) !!.
🤝🤝🤝
ولَربَّما إستُبدِلت اليومَ البشاكيرُ القُماشيه بأُخرى بلاستيكيه، لكن تَبقى عشراتِ الصُّورِ القاتمةِ لمخالفاتٍ - تحدثُ هنا وهناك - والتي لن يُوقِفُها غَيرَ الضَّمير، مخالفاتٌ صنعت بأجسادنا ما لم تُحدثُهُ قُنبُلَةُ هيروشيما !.
🐜🕷🐾🐜🕷🐾🐜🕷🐾🐜🕷🐾
أمَّا حِكايةُ الضَّميرُ فتوصِلُنا لعتابِ من عَرَضَ لحوم الحميرِ على أنها أبقارٌ وغُزلان ؟!.
تُرى كم منَ البَشاكيرِ يَلزَمُنا لمسحِ أفواهِنا من آثارها ؟.
🤧🤐🤧🤐🤧🤐
( تُصبحونَ على خير ).😴
الكاتب الراقي ___
حسام القاضي ..
عمان_ الاردن .
30/9/2017

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق