السبت، 29 أبريل 2017

قلب جاحد .بقلم المبدع // محمود مسعود

قلب جاحد .......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاءه ابنه وهو علي فراش المرض بأحد المستشفيات بعد غياب ناهز العشرون عاما ، كان الابن دائما متمردا علي كل الأوضاع التي يعيشها في منزل أبيه ، كان متفوقا في مجال الدراسة ، وكان من الغرور ما جعل الجميع ينفر منه ، صورت له أحلامه أنه يستطيع تغيير الواقع ، لم يكن أبدا ذلك الابن البار بوالديه ، ورغم ذلك لم يكن أبواه يحرمونه من أي شيء بالرغم من ظروفهم التي هي بالكاد يستطيعون الإنفاق علي ثلاثة أبناء منهم هذا الابن الضال ،حصل علي الثانوية العامة بمجموع أهله لدخول احدي كليات القمة ، لم يكن يفكر في أي شيء آخر إلا سوي ذاته الأنانية وكيفية إشباع رغباته التي هي مشروعة ولكن فوق طاقة والديه لم يكن يهتم مطلقا بظروفهم المهم هو قضاء حوائجه وفي رأيه ليست مهمة الوسيلة مطلقا ،مرت الأيام وسافر لتكملة تعليمه بالخارج وانقطعت فجأة أخباره عن ذويه حتي فقد أهله الأمل في العثور عليه أو حتي أخبار تطمئنهم عن أحواله ، لقد كان متعمدا ذلك لمحو ماضيه الذي يراه فترة من حياته لابد له من نسيانها لأنها تذكره بالعبودية والذل الذي كان يستشعره في منزل أهله !!!! كان يعتمد في معرفة أخبارهم من خلال أحد أصدقائه الذي ائتمنه علي هذا السر الذي كان يحتفظ به لنفسه سنوات كثيرة ألا وهو كرهه لأمه وأبيه لأنه يري أنهما السبب في تعاسته بالرغم من محاربتهم كل ما كان يحول دون سعادته بمجهودهم الذاتي
حتي أنهما كانا يحرمان نفسيهما من أجل إسعاد أبنائهم الثلاثة ومنهم هذا الابن العاق ،بعد مرور السنوات أصبح طبيب كبير في احدي الدول الأجنبية وقد تزوج من احدي بناتها وأنجب دون علم أهله بذلك ،وذات يوم اجتمع بصديقه المقرب هذا مستفسرا عن أهله وأحوالهم فاخبره بأن والده علي فراش المرض يحتضر في احدي المستشفيات ، تحرك قلبه الجاحد وأصر علي السفر إلي بلده ووصل حتي أن والده فوجئ بوقوفه علي رأسه وهو يذرف دموع الندم ويطلب منه السماح والغفران لكن الأب نظر إليه بعيونه الضعيفة وهو يردد (( الله يسامحك )) ثم مال برأسه وقد نطق الشهادتين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 22/4/2017م

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق