الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

مهلا" ياقلبي . بقلم المبدع // ابراهيم فاضل

مهلاً يا قلبي
===============================
قد كانَ لي قلبٌ يُغني
حرٌ كقلبِكِ
قد كانَ يُضحي ثُمَّ يُمسي
سِيَّانِ ، فيهِ صباحهُ كمسائه
وغدا غريباً يذبُل ويذوي
ذا قلبي ، أراهُ كما أراكَ
وأرى الفجرَ خلسةً وهو يمشي
صاعداً منكَ إليكَ
والبلبلُ الصداحُ يشدو بين الياسمين
يسكبُ الألحانَ أملاً في قلوبِ العاشقين
ففي نفسي أوتارٌ وفيها نشيد
لا توقظي الصمتَ ،ولا تثيري الرياح
يا حفنةً من لؤلؤٍ يختبيء بعمقِ ماء
مُري على قلبي في وقدةِ الظهيرة
ما حاجةُ الأعمى إلى الضياء ؟
ومن يُرجعُ الشيخَ إلى صباه
ويُشعلُ الترابَ في هواه ؟
أحملُ مكتوبي إليكِ وأبحثُ عن نغم
أبحثُ عنكِ كُلُّما أفقتُ
نجمةُ الحبِ اغلقتْ شباكها
ففي نفسي من الشجو الأليم
وإذا شكوتُ فللمساءِ سأشتكي
وأعيشُ عيشَ الزاهدين
ما عادَ يوقظني نداؤكِ خلسةً
ماتتْ مُناي جميعُها
هذي خُطاي ، الريحُ تطمسُها
فلا خطو ولا أثرٌ هناك
دعني أعيشُ كما أشاء
الليلُ يشجيني برائعِ صحوهِ
والبدرُ يوحي لي بسرهِ
ليكادُ الصخرُ من هولٍ يذوب
أسمعُ الأنَّاتِ تشقُّ القلوب
صارخاتٍ كشجياتِ النواح
أيُّ عيشٍ في حِمى الغدرِ يطيب
ابحثوا لي بين أطيافِ الرجاء
عن أملٍ حتى ولو طالَ العناء
ها هُنا قلبٌ من الوحدةِ مَلْ
كانَ ينمو ها هُنا النورُ صغير
فذوى الغصنُ النضير
صمتتْ صوادُحُها فما عادتْ تشدو الطيور
فإذا الحياةُ يُفضي رونقها الأسى
الارضُ غير الأرضِ في دورانِها
والريحُ غير الريحِ في جولانِها
لتكادُ تكتمُ في جوانحِها الزفير
والطيرُ غير الطيرِ في ألحانهِ
والناسُ غير الناسِ في آمالِها
أتى الخريف ، فويلنا من هذا البكور
ودنا المصيرُ فويلنا من هذا المصير
ماذا تُخلِفُّ يوم تذهبُ يا غدي
لا مُرتجي ، يُرجى ، ولا أسف على ماضٍ يضيع
ولا ذكرى ، حتى التألم لا يعودُ بمشهدي
رباهُ ، إنِّي سئمتُ ترددي
أُرثيكَ يا عهد المُنى
قد غدا الماضي عدم
إنَّ نفسي قد تولاَّها الألم
وإذا الكامنُ في نفسي ثار
لم يَعُد في العمرِ مُتسَع
وغولُ الدهرِ لا يُبقي ولا يدع
تلكَ أنفاسُ الحياة
نفحةٌ تنفُثُّها الشفاه
ذلكَ القلبُ قد جفَّ نداه
وخبا في أُفقهِ ضوءُ الحياة
=============================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
=============================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق