الخميس، 31 يناير 2019

انتخاب الآلهة . بقلم المبدع // السعيد أحمد عشي

انتخاب الآلهة
إن انتخاب الشعوب لرأس هرم السلطة في الأنظمة الاقتصادية الحديثة التي يحصل فيها جميع العمال المنتجين و غير المنتجين على أموالهم التي تعتبر سيدة الأرزاق مما يعرف بكنوز الذهب الاحتياطي للدول و التي هي تحت تصرف الرؤساء المنتخبين و الملوك المزكين من طرف شعوبهم يعني انتخاب الشعوب للأرباب الذين يرزقون الخدام و يعني انتخاب الشعوب للسادة الذين يرزقون العبيد و يعني انتخاب العبيد لسيدهم الإقطاعي الكبير .
و إن انتخاب الشعب الأمريكي لرأس السلطة الأمريكية التي يحصل فيها جميع خدام الولايات المتحدة الأمريكية و جميع المنتجين من جميع دول العالم الذين يبيعون منتجاتهم لأمريكا على مقابل ما يحصلون عليه من عملتها التي تستمدها السلطة الأمريكية من كنزها الذهبي الاحتياطي يعني انتخاب الشعب الأمريكي للإله الذي يرزق جميع شعوب العالم .
إن انتخابنا للسيدات و السادة الذين يستمدون العملات النقدية الحديثة من الكنوز الذهبية للدول يعني انتخابنا للسيدات و السادة الذين يرزقوننا من كنوز دولهم المحدودة و لا يرزقوننا من كنوز الله التي لا تنفد أبدا . إن انتخاب الشعوب للحكام الذين يتحكمون في العملات المحلية يعني انتخابهم لأرباب جميع المواطنين الذين يتعاملون بتلك العملات ، و إن انتخاب الشعوب للحكام الذين يتحكمون في العملات الصعبة يعني انتخابهم لأرباب جميع شعوب العالم . و إن انتخاب الشعوب لرئيس الدولة صاحبة الكنز الذهبي الأكبر عبارة على انتخاب رب أرباب العالم .
إن حصول الناس على أرزاق الله بواسطة هذه العملات هو الشيء الذي جعلهم لا يفكرون و لا يبحثون و لا يتساءلون من أين يحصل الحكام على جميع هذه الأموال الطائلة ؟ إن تأكد الناس بأن كل الأرزاق التي يشترونها بنقودهم قادمة من عند الله هو الشيء الذي جعلهم يثقون بأنهم يرتزقون من عند الهت و جعلهم يعتقدون بأن هذه العملات النقدية هي مجرد قيمة أو مجرد وسيلة فقط للحصول على أرزاق الله رغم اجتهادهم للحصول عليها و رغم اعتبارهم لها أموالا و رغم حرصهم على المحافظة عليها و رغم علمهم بان الأموال هي سيدة الأرزاق كلها .
إن تعامل العباد الذين كانوا يحصلون على أرزاقهم بواسطة العملات النقدية الفضية و الذهبية المتساوية في القيمة في جميع دول العالم يعني أنهم كانوا يرتزقون من عند الله الواحد و من عند صاحب الكنوز الحقيقي ، أما حصول العباد على أرزاقهم بواسطة العملات النقدية المختلفة الأسماء و القيمة فيعني حصولهم على أرزاقهم من عند أرباب تلك العملات النقدية و من عند غير صاحب الكنز الحقيقي . إن تحول قادة الدول المنتخبين من طرف شعوبهم إلى آلهة جاء نتيجة لكنز الدول لما يعرف بالذهب الاحتياطي و جاء نتيجة لتعدد العملات و اختلافها في القيمة .
إن العودة إلى توحيد الله و الارتزاق من عنده وحده لا شريك له يقتضي توحيد العملة على مستوى العالم كله بحيث تكون هذه العملة وسيلة لحصول العباد جميعهم قيادات و شعوب على أرزاقهم و كنوزهم من مصدر واحد فقط ، إن المصدر الواحد الذي نحصل من عنده على العملة الموحدة التي نشتري بواسطتها أرزاقنا و جميع منتجات الأرض سواء سميناها كنوزا أو أموالا هو الذي نسميه الله . و إن العودة إلى التوحيد و إلى ألانتخابات الشرعية لا تتحقق إلا بالعودة إلى الارتزاق بالعملة التي يرزقنا بها الله و التي تتمثل في المنتجات التي نشترها بواسطة عملة نقدية واحدة فقط . إن العملة في الأصل عبارة عن لاشيء ، أما الأرزاق و الكنوز التي نستخرجها من الأرض فهي الأموال الحقيقية . إن عودنا إلى الديمقراطية الشرعية لا تتحقق إلا بارتزاق جميع سكان العالم بعملة تتنزل من السماء و يكون ما يحصل العمال بواسطتها من المنتجات و الأرزاق بواسطتها هي أموالهم الحقيقية و أما ما يبقى من الأموال المنزلة من السماء في شكل عملات إلكترونية فيجب أن تخصص لتجديد المنتجات المستهلكة و إنجاز المشاريع ذات المنافع العامة ، و بهذا النظام يستمر جميع العباد في العمل و الحصول على الأرزاق و تجديد المنتجات المستهلكة والتالفة بنفس العملة التي نستطيع أن نسميها بعملة الله الواحد . و إنه بغير هذا النظام لم و لن نكون من الموحدين بل نبقى مجرد منتخبين للآلهة الذين يرزقوننا بعملات الدول . إن استهلاكنا للمنتجات التي نشتريها بالعملات النقدية يقتضي أن يؤدي إلى تحول القيمة التي اشترينا بواسطتها تلك المنتجات المستهلكة إلى قيمة للمنتجات الجديدة التي تحل محلها لأن القيمة الواحدة لا يمكن أن تكون قيمة لأكثر من منتج واحد .
باتنة في 29/01/2019
السعيد أحمد عشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق