شـــــــــفاه قاحــــــــلة
————————–
على أهبة الحزن يائس صفصاف الهور
يغرغر خصلة الفرح
فتيات الزّقاق يرسبن في نحر الّرثاء
تجرعنّ طحين الاوجاع جمرة نور
أعماق ذاك الغسق سقام راع
فرس الحنين يكبو في قاع
تتجول الحسرات في الطرقات الحمر
ككاهن الزهرات مصلوب على سور
اوقفي العالم الخسران تحت الظلام
أفرشي جناحيك على مراجيح الغمام
وليتطفل قلبك بريق اليمامات
و نواح السنابل تشعشع فيها الضمأ الاثير
بكائية لهذا المساء من اوراق عاشق
حواشي الذبّول من خمار التعب
أضحكني المشيب وأحزنني جيتار أيتام
وراء تلال الرعاة وئيد صبي النواعير
يضرج زلال العشيات صوت الغزاة
تهيم حدباء في اقتفاء الذكريات
على شفا المغيب تركوا النبي وحيداً
دون عينيه البيضاء لن تتنهد شموع الخرير
ضئيل ذاك الخيال يتراى الحلم في زنزانه
ينحت نخلة مريم على ظهر جواد ضائع
سنعدو نفطم ثدي الزاجلات عن التحليق
وزهرات الهديل بدمع حبيبتي تستجير
كاسحات النور تذيب السنا
لحزن النوارس شقي فؤادك
تندب ساحل الملل تطفيء رقصة السعير
لكن اطفال تجوع ونهر كبده ملح
افق المناجل في الحصاد الفراغ
تحطب سواد المدن وبياض حقل كسير
منذ الالاف الخريفات صرّاف الاصنام
يمشط ريش الطيور باسنان القنابل
يتقاضى فواجع القلب وخلوف غرام الاسير
حشف ربيعك ياحبيبتي وادي العميان
كل القبلية تقص شعرك
وتلقيك في البرّ البعيد ثكلى الشفاه
روحك العتيقة تسقط مجهولة المصير
ومازلت أتأمل عرسك المفجوع
يطوح كالارامل تحت أهداب الطواسين
جوهرة موؤدة تهوى أغصانها القبور
لاتمضي خطيئة الصبا خرزة صماء
ليرى الغرباء عنقها الممدود كالشاة الجريحه
كان وحيداً ومضى الى لحده الحسير
تعالوا لهذا الليل يؤرقني ينقشني
على أكتاف الماضي حناء مقروحة السنين
كان وحيدا ًومضى تغسله خلل ا ليقين
وأنا الغريبه ردائي رواسم مزمور
تستوطنني أحزان الغابات النحيبه
ترّش شبابها الملسوع على زغرودة الحداد
كلارا أعبري كحل الليل يغطيك
وصلاتك دمنات الحمام في حقل العطور
كلارا جدتها تسبّح للياسمين كل النهار
لاتقتلو قيثارة بغداد كي يستعذب النخل أغانيه
وينثر أيوب لون جسمه للذئاب وفوهة التنور
أمسحي ضفائرك المخلوطة بالندامه
بثدي يسوع يلقم درب الفراديس غصاتك
صبية تنقب تحت الارائك هلال بيتها المهجور
لم تكن أناشيد النهر والوان البروج
غير موشح من الغسق
يهدر من شفتيها المثلومتين
على سياج الدخان ولوز الصبا المنحور
هناك خسوف أينع في عمر الغزال
فرانت أفواه الذئاب تقلقل ضلع البرتقال
ماكانت آمال تغفو على شميم العنب
الا فرائد طفوله سالت كثلج الفراق الجسور
اماه في مشفى الاجاص تتضائل
تشقى شموع الدار وستائر الشباك
تصغي لعل طيف يداهم ذيولها
ويرابي زهرات السكون قرب السرير
تطلعي الى أحلاس البيت ومناكب الجدران
الى عندليبنا المفقود وشال راهبة الذكرى
لايليق بهذا الحزن غير جفنينك
ينقر على الطلول زوج من العراء
وشعاع تحت لون الكآبات
يغمغم أوجاع النايات دونما فتور
ثم أستفاقت قامات العقارب تلامس
غصناً مبهماً زاغ
من ساقية صليبك المكلوم
هي كلارا راحت ذوائب التراب
تدفن زعفران اقمارها البّوار وتبدد
قناطر شهرزاد فيبتلع البركان زهرة الحور
هي أنكسار الزّبور يقطن صفحاته الكلال
المحنط على بوابة الوحشة القفراء
كي ينضج بياض العينين
ثم يسلو الضمأ في ثراقي القمر المحفور
لنترك أرزات الرياحين تضوع بمسك المنون
وعند مساقط الدم تفلج خريفاً
أذياله سفح الحداء يشمّل الغزلان وشم كفّان
أطلبي من بواّر الشتلات قارب النشور
لايولد في هذه الارض غير الخراب
كان قميص النفاق كواثب الاناجيل
ومهوال القبيلة طبّال يدعو للظلال
كان امام الجماعه حطاب النخيل
يصفي مصروفه اليومي ويرقد سكير
خلف أشجار الارجوان مات عصفور
وأعدموا رفاة عاشقان
كان دفّ البكاء يهش السفرجل
في أعالي الشجن يخلع قلبه نقّاش الامل
كانت حبيبتي البريئة رغبة دعّار زعير
كانت تلال الزعتر تستوحش الشحارير
تأنس بطفل يقطف شوكة الزعفران
وينشغل بالبيوت المباعه
للحاكم المقامر يرذرذ جبهته سعال مرير
مثل غصن يميل الى السكاكين
كنت ياحبيبتي تقعي على جزر الجوع
زهرة زرقاء تضاحك غنائم هولاكو
تدعى بلاد الرافدين كلما
هبت نسمة للعشاق فيها
أو توضأ ناسك لله أنتحبته تراتيله المفؤوده
ثوت في أمساءه شناعة الاعداء
لاشي هنا الا شفاه المعاول تحفر لحودا للزهور
تملأ جمالها الزهري
حليب الندم وغلال القرّاح
والقبّل المسهودة يرفرف شبابها
على نحول الشمس في مرج ضرير
كانت في بلادي الازهار أمرأة
يسقي خصرها المسلوب
جزّار الانوثة يجول بخدها الرضيع
وادي العذابات وينساب
فحيح الاوعار على جريان
عمرها القصير
في الطريق الى خيام الموتى
فوانيس تكفكف ضوضاء راهب
تطلع نحو أديم الخراب
يحفر في الريح قبراً للحياة
باخرة الغريب في عرض الصحراء
ناء عن خنجر الرقاب
كنا عاشقان عطشى الزّفاف عند عمّاء غدير ..
——————————-
حيدر الزيدي
النجف الاشرف 14-3-2018
اللوحة / للفنان العالمي المبدع لؤي كيالي ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق