السبت، 8 ديسمبر 2018

مداد الروح . بقلم المبدع // د //عقيل علاء الدين درويش

***** مداد الروح *****

يا إمرأة 
من صفحات الإلياذة 
تعويذة هوميروس 
و حجابه 
قديسة الأودبسة
سطرها ثانية 
ملحمة البحر
و عذابه
توجك أملا
و خلدك بابياته
إمرأة 
مانال من عفتها 
ذئب من البشر 
بأنيابه

يا إمرأة 
من الصحائف الأرضية
نقشها التاريخ 
على ابوابه
بزمن الأغريق 
آلهة 
و عصر الفينيق 
عنقاءه 
هاجرت للمريخ
محلقة 
تتصافق أجنحتها
بفضاءه

يا إمرأة 
من عصر الرومان 
جوليتي 
و أكليلها غارُ
مياسٌ أخضرُ
يختالُ
تتمايلُ معه الأغصان
أزغتِ البصرَ
سيدتي
غيبتي الشمسَ
أخفيت النهار
والأرض حبست 
انفاسها 
وقفت تحسبُ 
أيامها 
ماعاد مهما دورانها
قد لفظتَ 
سرها المنشود 
بسمائها
و درها المكنون 
ترصع أعلى الأخدود
بلمعانه

يا إمراة 
غازلها الزهرُ 
و تغنى 
لاحقها عبقُ 
منتثرٌ 
يلاقحها 
منتشيا بغرامه

الدهر 
جهر بهيامٍ 
من اول نظرة 
تكنى 
أقر الزمان
انك ملفاه
للمكان ملقاه 
وعنوانه

يا امراة 
من حبقِ الريحان
قطوف جنانٍ
حبات من ثمر الرمان 
و ذوبانه

يا إمراة 
تسطع
من جوف ليل الدجى 
دجا ضياؤك و أستعلى
استنسخ الصباح 
منك الضحى 
والشجر أمر اوراقه
تتدلى
تهطل فطرات الندى
تشع بنقائك
على اغصانه

يا امراة 
مدادها كلمات 
من حروف كونية 
ودادها صفحات 
من قصائد غزلية 
عتادها أبيات 
من بحور التفعيلة 
و ومضات نثرية 

يا أمراة 
غزلت شغافي 
وتغزلت بهواها شفاهي 
غازلتها ذرات الجسد 
و غازلتني بشذرات الروح 
نسجت روحي لها 
لسانا يمد في ذكرها 
و بسطت روحها
مدادا لهمساتي 
واذا بالهجر 
قبضة موت قد نالنا أحياء 
و فرقنا بالحياة أمواتا 
أعيش بذكرها حيا 
و تنبض ذكرياتها 
في القلب مفعمة بوفائي

د.عقيل علاء الدين درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق