السبت، 4 نوفمبر 2017

همسات مراكشية . بقلم المبدع // كمال مسرت

همسات مراكشية
=========
قصيدة بقلم
======
كمال مسرت
=======
إلا وطني ..
=======
إلا وطني ..
كلمة عابرة قالتها روح شهيد .. و رحلت ..
ككل الأرواح العابرة ..
لتتعالى أصوات الكلمات بداخلنا حتى تصبح ..
شجرة ..
أو صرخة الحرب .. و أي حرب ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
فأَرحلُ دمعة بين صدى البكاء ..
و زخرف الحروف ..
ثم بسيف السلام الكوني أذبح ..
لكني سأعود حِكَما أو عبرا حين تندهيني ..
بالحب ..
يا أم الشهداء ..
لاقرأ الوصايا العشر من شرفة البرزخ ..
فالنار تستعير في القلب ..
قبلكِ يا سيدتي ..
و قبل الشام ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
خطوط الحظ لا تقسم كفي ..
و لا كف العراف ..
أيتها الغجرية الشمطاء ..
بل خريطة العرب ..
قُسمت في الغيب .. بخيوط حبر و ذهب ..
و عثرات القدر الشارد عن قضيتي لن تشل خطوات الخوف ..
بداخلي ..
حين أدندن نشيد كل الأوطان ..
المنفية داخلي ..
فأبصق على تاج الفرس ..
و أتغوط على عرش الغرب ..
لأتابع المسير .. بين نقع السلم و الحرب ..
فلا تستهينوا بقوة الحب ..
فقلبي يخفق عند الاحتضار بكبرياء ..
و بالنصر يصدح ..
حين تضعوني على نعش قوميتي ..
لأني عربي .. و الحجارة عنواني ..
و ذاك النصر السرابي سيُكتب لي حين أسعى على نعشي بحب ..
على الطريق بأشلائنا و بلا أسماء التقينا قبل أن نفترق ..
و قبل أن نحارب أطيافنا بالاختباء ..
في الأنساب .. و في الألقاب نعشق الاختباء ..
بالدعاء حملني الملاك الموكل بي - و أنا أرتل آخر قصائدي الشادة -
إلى الماضي ..
قبل الماضي بحي و مجزرة ..
على دخان بَخور المحارق ..
قبيل الفراق ..
أيها العشاق ..
لأمزق بعشقي سواد البيارق ..
فلن أودع حلب و لا دمشق ..
و اخوتي دروع دون رصاص الروس ..
و الفرس المجوس ..
أما خناجر الأعراب فتقطف رقابنا ..
يا عربي .. ليلة الأمس عقروا البسوس ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
لن أرتل سورة الفتح إلا و الملائكة كلهم خلفي ..
في مصر ، في اليمن و العراق ..
في ليبيا ، في تونس و كالأمس في القدس ..
يُغَسلون .. يكفنون .. و يعطرون بحشائش الفردوس ..
الصبية قبل النساء ..
و يبخرون فراغ الكواكب البعيدة ببخور مريم ..
لمْ أبك يا صغيرتي اليوم إلا على قبر الشهباء ..
حين غازل ريح الشتات وشاح الإبادة على أطلال القومية ..
العربية ..
فكانت الأطلال الجديدة موطننا الجديد ..
أيها الجبناء ..
و نحن لا ندري .. لأننا ميتون ..
تنبت حروف الصمت على فواهة الغضب ..
الشعبي ..
فينام العرب قبل الغسق بحجة الربيع ..
فتضيع و نضيع .. هباء ..
اكلأ لنا المهدي أو المسيح أيها العربي ..
المتكعكع خوفا من ربك و الرؤساء ..
المبجلون ..
و نم .. ثم نم و نم يا وريث الجبناء ..
فكل آلهتكم الأرضية الخضراء و السوداء ..
و أربابكم المتوجون تحت نعشي ..
يا أعراب الشرق ..
تمجد فيَ دفء الحنين و البكاء ..
و أنا الإلهَ أُمَجدُ خلف جدار العتق ..
من عروبتي ..
لأرنم في السرداب تعويذة البقاء ..
وراء وميض عناوين الجرائد اليومية ..
و فنجان قهوة أصابه الغرور بين أناملي ..
فانْزلقَ من قائمة مشروباتي المسائية ..
كضحكة المساء حين تبكي علينا السماء ..
لتغرب نسائم العروبة في قطرات دمي ..
المهدور .. المستباح ..
المتناثرة كاللؤلؤ على ضفاف ساحل ..
العرب ..
و ما تبقى من الخريطة البتراء ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
قلبي بين أجمات الريف المغربي يحن لظل العرش ..
لم يتخل عن ألوان هويته يوما .. أبدا ..
يا وطني ..
فآه .. ثم آه .. ثم آه ..
يا أبناء وطني ..
هنا بين اختلاف الألوان و الألسن ..
يزرع الريح الشرقي الغربي دمعة .. عش يمامة مهجور ..
و ينحني لنار داعش ..
و "فكري" يعانقني بلا ذراع و يبكي .. أخي ..
أمي .. بصمتك زيني غربة نعشي في وطني ..
فعلى جثتنا الحمر منذ الأمس تبكي البَواكِ ..
و الدمع في غمده يرتعش ..
رافعات أكفهن للديان قبل صرخات الاحتضار ..
قبل أن تمتد أشلاؤنا من جرح طنجة إلى ما بعد الأفق .. و الغباء ..
يا أمي ..
فقال "محسن" لروحي المعذبة قبله بصوت كسره الغرباء ..
عن الريف .. عن الأطلس .. عن السهول .. عن رمال الصحراء ..
عن وطني ..
قبل الطوفان أرضعتني أمي وطنا ..
و عشق محمد بن الحسن بن محمد ..
قبل الطوفان فطمتني أمي وطنا ..
و بيعة آل محمد بن الحسن بن محمد ..
قبل الطوفان بالحب ودعت وطنا ..
من وراء كلمة ( أقتل أمه ) ..
جمحت خيول العاصفة ..
و حقد عربي قديم ..
لآل محمد ..
يكتب قصيدة الربيع المغربي ..
على ناصية نعشي ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
أبو الشهيد رسم ابتسامة الوداع ..
لتبدد ألوان الليل في سكون الضياء ..
فزين حطب المحرقة بدفء الدموع ..
و عشق يشده إليه حتى الانتماء ..
فقال :
إلا وطني ..
أيها الأبناء الأعزاء ..
اليوم كالأمس البعيد المسروق من دفاتر التاريخ ..
أبايع ملكي ..
حفيد الأنبياء ..
كلنا فداه .. فالمولى اجتباه ..
و لن تسْوَد بالحقد سماه ..
فكلنا فداه ..
يا أعداء السلام ..
فقد بدت البغضاء من أفواههم ..
و ما تخفي قلوبهم أعظم ..
ما أقول أو لا أقول ..
سيشهد لي و له ..
شكلوا راياتهم بين ظلالنا .. ثم ذابوا في لحن السراب ..
أالريف قريب مني أم عن العرش غريب ..
يا جبناء وطني .. أيها الأغراب عني ..
ضاعت مني معاني العبودية في متاهة الصمت ..
و ذراعي فارغة من دفء القريب و الغريب ..
كل لحظة أعدها من الماضي تندثر .. و لا أندم ..
لأني مغربي ..
فلازلتَ تحتل قلبي و قلب الشهيد يا وطني ..
رغم الهجر و الخصام ..
و أشلائي هويتي و اسمي ..
كلما كرهتكَ يكبر فيَ عشقك ..
و حين أرحل عنكَ فيكَ أقيم ..
يا أغلى من دمي .. يا وطني القديم ..
فأرفع عيني إلى نهاية صوت الأخرس ..
و أغني للمواطنة .. للكرامة .. للحرية ..
و للسلام ..
أصابعي المتسللة من الجحيم ..
و من أوراق الخريف البنفسجية الصفراء ..
ترتب معاني الخوف على حافة سيف السلام ..
و إني أخاف عليك يا وطني الرحيم ..
من روامس الليل السقيم ..
عبروا الأوطان والأجساد باسم السلام ..
فحل خريف الربيع قبل فجر العروبة ..
فهجرتني باقي الفصول ..
حين دفنت خوفي في وشاحك ..
يا سيدة الأرض .. و السماء ..
ثم بكيت وطني ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
تتشابك الطرقات أمام الأقلام ..
فيجف الحبر قبل الحرب بيوم ..
و جثة و بعض الأشلاء ..
فهنا آخر صياصي الأمازيغ و العروبة ..
كما جاء في صحف النبوءة ..
و نحن لا ندري .. لأننا نائمون ..
بقلم كمال مسرت
المغرب الأقصى

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏حشد‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق