الخميس، 1 ديسمبر 2016

حكايات من دفتر احوال الايام . بقلم المبدع // زهير الرافعي



حكايات من دفتر احوال الايام 
الحكاية رقم ( 50 )
ومازال قهر المراة مستمرا ..
وحكايتنا عن المراة المستسلمة للقهر ..
بارادتها احيانا .. وتحت ضغوط واهية احيانا اخري ..
تتعدد الاسباب ..
ولكن الحجج والمبررات التي تسوقها الكثير من النساء للرضوخ الي قهر الازواج تبدا بالمقولات الراسخة في المجتمعات المتخلفة .. والبعيدة عن شرع الله ايضا ..
وكلها تعبر عن ضعف الايمان بالله سبحانه وتعالي.. وكذلك البعد عن نهج وسنة سيدنا محمد " عليه الصلاة والسلام " ..
والمراة قد تركن الي الاستسلام الي جلادها استنادا الي هذه الماثورات المدسوسة البعيد كل البعد عما يحفظ للمراة كرامتها ويصونها ..
فتتزرع حين يوجب الامر الثورة علي ذلك الزوج الظالم بالكثير من مقولات الخنوع والجنوح الي حياة هي فيها ادني مقاما من زوجها .. 
ولنذكر بعضا من هذه المقولات وما يمكن ان يرد به علي تلك المسلمات المجتمعية الباطلة ..
- ضل راجل ولا ضل حيطة ..
امن عوز ؟؟ امن جهل ؟؟ امن دنو للمراة ؟؟
- كله عند ربنا ويجعله في ميزان حسناتك ..
وهنا تطويع واستخدام اسم الله سبحنه وتعالي بغير حق .. فحدود الله واضحة لا لبس فيها .
لم يشا الله للمراة ان تهان او تسلب كرامتها لاجل مرضاته عز وجل ..
بل ان عبادتنا لله ليس فيها ما هو مشين او ينتقص من كرامة العبد ..
بل ان التشريع الحكيم حفظ للمراة كرامتها وانسانيتها .. بل كان الله سبحانه رؤوفا رحيما بالمراة .. ولسنا هنا في مجال للحديث عن المراة في الشرع .. فتلك مسلمات لاي مسلم مطلع ..
-اهي عيشة والسلام ..
مقولة فيها من ضعف الايمان والبعد عن اسباب السعادة الانسانية .. فيقول سبحانه وتعالي في كتابه الكريم :
"طه ما انزلنا عليك القران لتشقي " .. صدق الله العظيم 
وفي حديث الرسول "عليه الصلاة والسلام " 
المؤمن القوي خيرا واحب الي الله من المؤمن الضعيف .. صدق رسول الله
فالمراة نصف المجتمع وحقوقها في الاسلام محفوظة .. ولها مثل ما للرجل من حقوق بما امر الله وكذلك عليها من واجبات اقرها المولي عز وجل من دون انتقاص لكرامتها او انسانيتها ..
ومازال في الجعبة الكثير .. ولا ندري من وراء هذه المقولات الجاهلة المجهلة ..
ونزيد منا ..
- الست ملهاش غير بيت جوزها ..
- الراجل ما يعيبوش غير جيبه ..
- الست لازم تضحي علشان بيتها وولادها ..
وهكذا .. كلام ينضح منه الضلال والبعد كل البعد عن شرع الله ..
فلنركن الي شرع الله في تلك المسالة حتي لا نتوه في غياهب التجهيل ..
ان اسرة قوامها امراة صالحة ترعي الله في زوجها في عرضه وماله وزوج يرعي حدود الله في زوجته واهل بيته بالحق وابما امر الله جل علاه .. ذلك ما يحفظ الاسرة ويحفظ الابناء .. ويبني مجتمع متعافي ..واذا لم يكن الامر كذلك .. 
فلنتبع ما امر الله به ..
"فعشرة بالمعروف او تسريح باحسان " صدق الله العظيم 
تلك هي حدود الله الواضحة .. ذلك هو القول الفصل ..
اما مافي المجتمع من عوج .. فاتباعه هو فقر في الدين والفهم ..
هو ضعفا في الايمان ..
سيدتي .. لقد خلقكي الله حرة ..
ويقول رسولنا الكريم " لافضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوي "
صدق رسول الله " صلي الله غليه وسلم "
فالزواج شركة وضع حدودها رب العزة .. من دون ظلم لاحد ..
قوامها العدل والرحمة ..
فيا سيدتي .. 
لا قهر لانسانيتك .. او نيل من كرامتك ..
فالقهر يكون اقسي وامر ..
عندما تقبل المراة بقهر الزوج ..
عندما تقبل بالدونية في بيتها ..
عندما تقبل ان تداس كرامتها ..
عندما تقبل ان تنسحق امام زوج وقح لا يرعي حدود الله ..
عندما تقبل ان تكون اجيرة لا شريكة ..
اجيرة لقاء فتات العيش ..
اجيرة لقاء الدواء عند المرض وليس لقاء الكلمة الطيبة ..
الزوجة الحرة .. كتفا بكتف مع زوجها ..
الزوجة الحرة .. كرامتها من كرامة زوجها ..
الزوجة الحرة .. كرامة زوجها من كرامتها ..
كلاهما علي بساط واحد .. لايعلو احدهم علي الاخر .. الا بما امر الله ورسوله .
فاعلمي يا سيدتي .. ان تلك حدود السعادة .. ومن دونها :
تكون الزوجة خادمة من دون حقوق ..
تكون الزوجة .. للكنس والغسيل والطبيخ .
تكون الزوجة .. قطعة من قطع الاثاث ..
جارية بامتياز ..
والزوج يحيا بالوهم .. 
فهو فيلسوف بالباطل .. وهو العالم بما لا يعلمه من حوله ..
وهو الذي يشقي علي لقمة العيش ..
وهو الذي يعرف الحقيقة كاملة ..
وهو بالضرورة ( يشوف البخت ويبين زين )
حاكم بامره .. ولكن بالباطل ..
المهم ان يعيش هو ..
وملعون الشعب من ورائه ..
سيدتي ..
خلقك الله حرة .. 
فالوطن لن يكون حرا الا منك وبك .. 
فيوم ان تعيش المراة حرة كريمة .. 
فلن نستعبد بعدها ابدا ..
زهير الرافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق