الجمعة، 30 ديسمبر 2016

نجمٌ وحيدٌ في الأُفق . بقلم المبدع // ابراهيم فاضل

نجمٌ وحيدٌ في الأُفق
===============================
متى ستفهمين ما يدورُ في الأفق ؟!
والذي يُشيرُ بأشلائهِ تحت قنطرةِ الوقت
تاركاً وردةً من دخان
كأنَّ جفَّ ضِرعُ الحياةِ الأخير
فوق ماءِ الزمان
لأوديةٍ لم أنم تحتها منذُ عشرين عاماً
لشيخوخةٍ لم أُضغضغ تفاحَها
في هذا العبورِ المرير
وشوكاً فوق صبارهِ المُر
في أقاصي الذبول
تُزينُّ لي وحشتي في كوابيسِها
وأنا على الشوكِ أسير
لا أجدُ امرأةً تشتري مني الكبرياء
كيف لي أنْ أُرممَ هذا الفُخار ؟
ودمي يكسوهُ الهشيم
نحو الألم الذي شاخَ بداخلي
هل أنا أنتِ ؟
أم نحنُ وجهان لا يبحثان عن غايةٍ أو هدف ؟
مَنْ يصرخُ الآنَ فينا ؟
وحشةٌ تتدحرجُ نحو السديم
يا أرملةُ البيلسان
هل تذكري ما كان يركضُ وراء العصافير ؟
حين كانت روحي تشتعلُ بخريرِ الأنوثة
ذويتْ الشمسُ شمعَ الخُطى الغابرة
لم يعُد منها سوى ظُلمةِ الذاكرة
أما كانتْ الأرضُ مُتسعاً لي ولكِ ؟
والزعفرانُ يتنزهُ بين شهيقِ دمي
أنا لا أشتهي كلَّ ما ليس لي
أنا وأنتِ لا نسمعان
سوى الريحِ تهدرُ بين حُطامِنا
على مُفترقِ الطُرقِ نقفان
كلٌ يشيرُ إلى صاحبهِ في ذهول
ويسألُ من قتلَ الروحِ الخجول ؟!
أنْهُرُ الأرضِ مثلَ قطيعِ الذكريات
تصرخُ في هشيرِ الصباحات
لا تتذرع بهذا الألم
في نهاياتِ المساء
وليجترع الضوءُ العُشبَ الوليد
لكنني لا أرى غيرَ شمسٍ تُجرجرُ أمعاءَها
لماذا لم تُشرقُ الشمسُ في هذا الخراب ؟!
مَنْ يُعيدُ لنا وجهتنا بعد كلِّ هذا العذاب ؟!
لم يبقْ مُتسعٌ ليجيءَ الجواب
فالأرضُ كان يعلوها السراب
لم تفتح لنا أزهارَها
والبحرُ يرفعُ صيحةَ التائهين
كأنَّا كَبُرنا ولم ننتبه
وكأنَّ أعمارَنا تسربتْ من شقوقِ الحنين
في مياهِ السنين
وترحلُ في الصباحِ مع الراحلين
النهرُ لا يبلغُ البحرَ القتيل
ماذا أعددنا لهذا الظلام ؟!
لا ملجأ كي أفتدي بقايا الروح
أصعدُ على كتفِ الذكريات
كيف يعودُ إلى رئتيكِ الهواء ؟
والرياحُ تركضُ خلف أوردتي بأقصى خُطاكِ
أيتُها الريح نادي عليَّ
يا زيزفون البداياتِ أورقْ على ساعدي
فقد خيمَ الليلُ عليَّ
وحطَّ غُرابُ النهاياتِ فوق الجروح
أسمعُ ريحاً تنوح
إلى أين أمضي إذن بارتفاعاتِ روحي ؟
وأيُّ مجرى تصبُّ ذراعاي أحزانها الشاهقة ؟
والشمسُ تمضي مُفَكَكَة
=================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
 =================================

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق