
ليت الغريب غريب الأهل و الوطن
قلبي الغريب ، غريب الشجو و الشجن
أنا الذي نفخ الرحمن في جسدي
روحا ، و ثم خلود الروح كرمني
أنا الذي فطر الخلاق ، كرمني
في أحسن صورة ما شاء ركبني
أنا الذي جبل الخلاق عاقلتي
على الجدال و حب الذات و الفتن
فالحمد لله حمدا لست أنكره
في روعة الخلق ، في الإحساس و البدن
و الحمد لله حمدا لست بالغه
فليس يدرك بالأفهام و الفطن
قل للحياة تمادي في زخارفك
قلبي الغني ، و ذكر الله في المنن
ما أهون المرء و الأقدار تنظره
بين الرحيل و بين القبر و الكفن
ما أهون المرء و الحاجات تلزمه
حتى البعوضة قد ترميه بالمحن
هذي الحياة غرور طبعها غير
فما تبالي بأي كان أن يكن
كم ذا تأملنا في حسن رونقها
و ننتهي قددا ، دودا على نتن
هذي الحياة غرور طبعها غير
فما تبالي بأي كان أن يكن
كم غربتني غداة الوصل منفردا
و شرقت لديار أهلها سكني
كم أطمعتني و ليل القلب معتكر
و الصبح منكمش قد ضج بالفتن
ما مات عنترة الفلحاء عبلته
مازال مذ رحلت يبكي على الدمن
مازال هاجسه يشكو صبابته
بكل لحن بقفر القور و الحزن
ما إنفك مكتئبا يشكو مواجعه
ما غرد البلبل الصداح علفنن
أفلح بما شئت فالأيام لاهية
أقدارنا سطرت في اللوح من زمن .
الشاعر : سليم عياشي في عنابة بتاريخ 26 أغسطس 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق