قصة قصيرة بقلم /محمد على عاشور
الولي
أصبحنا وأصبح الملك لله ، يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ، هكذا اخذ يردد " عم أحمد " هذه الكلمات كما تعود كل يوم عندما يستيقظ في الصباح الباكر ، أدار محرك سيارته الأجرة، وهو يردد البسملة ، وتركه يسخن، وعاد ليتناول فطوره بسرعة، قبل طفليه النائمين ، و خرج يصحبه دعاء زوجته له بالعودة سالماً .
انطلق يقطع الطريق ليصل إلى الرجل الذي سيذهب بوالدته إلى أحد الأشخاص الذين يقال عنهم أنهم يعالجون المرضى من بعض الأمراض. .
أشار إليه رجل شرطة يعرفه ، توقف على مضض، ركب الشرطي بجواره بعد أن عرف إنه يتجه في طريقه ، وفي الحظة نفسها ركب رجل مسن بعد الشرطي – لحيته بيضاء، و وجهه متورد، والزبيبة في جبنيه أضافت إليه وقاراً فوق وقاره، وملابسه البيضاء مع مسبحة نور الصباح جعلته كأنه قديس أو ملاك هبط من السماء في صورة إنسان .
نظر عم أحمد " إلى تلك الصحبة التي لم يحسب لها حساب وانطلق يطوي الطريق .
بعد مدة طلب الشرطي النزول ، توقف " عم أحمد " ونزل الشرطي بعد أن ألقى عبارات الشكر والثناء ، انتظر " عم أحمد " نزول الشيخ لكنه لم يفعل ، نظر إليه " عم أحمد " وهو يسأله : هل ستنزل ؟
رد الشيخ في هدوء: هل أضايقك ؟
قال " عم أحمد " وهو يكتم تضجره : لا .
ساد الصمت جو العربة لكن ليس طويلا ، فقد قطعه الشيخ بترديد كلمة يا قدوس .. يا قدوس ، انتابت " عم أحمد " قشعريرة وهيبة من هذا الرجل ، وشعر بشيء وراءه ، لكن ما هو ؟ .
أراد أن يفتح معه حديثاً فسأله : أين أنت ذاهب يا سيدي ؟
توقف الرجل عن تريد كلمة يا قدوس ورد بنفس ما سبق : هل أضايقك ؟
قطع الحديث بين الاثنين من جديد إلا من كلمة يا قدوس تتردد في جنبات العربة.
توقف الشيخ عن ترديد اسم الله ، نظر " عم أحمد " إلى الرجل في المرآة الأمامية ، وجد الرجل وقد رسمت على وجهه ابتسامة أظهرها بريق عينيه الزرقاء التي لم يلحظ لونهما الذي يشبه لون حبات مسبحة نور الصباح التي معه ، ووجد الشيخ يقول له : إن شاء الله مشوارك مقضي وطريقك تحيطه عناية الله .
رد " عم أحمد " وقد بدأ يتفاءل بالرجل وكلماته : إن شاء الله ؟ تابع الشيخ حديثه : ومريضك سيشفى إن شاء الله
قال " عم أحمد " : إن شاء الله .
و وجم فجأة، وحدق في المرآة فوجد الشيخ قد أغمض عينيه وألقى رأسه إلى الخلف على ظهر الكرسي، وهو يردد يا قدوس يا قدوس .
ابتلع " عم أحمد " ريقه ، وسرت في جسده قشعريرة عارمة، وملأته رهبة من الرجل، و أخذ يحدث نفسه : كيف لهذا الرجل أن يعرف أين هو ذاهب ؟ وكيف عرف أن مشواره سيقضى ، وأن مريضه سيشفى ؟
ظلت تتردد في جنبات عقله أسئلة تدور به هنا وهناك، أحس أن السيارة بدأت سرعتها تقل رغم ثقل قدمه على دواسة البنزين حتى توقفت تماماً .
فتح غطاء الموتور ونزل ليرى ما بها وعينيه حائرة بين الشيخ والسيارة، وهو يحاول العبث بأجزاء الموتور كي يبحث عن العطل، لكنه لم يجد شيئاً .
عاد إلى السيارة لينطلق، لكنه تجمد في مكانه وهو ينظر داخل السيارة، فلم يجد الرجل في مكانه، فدار حول السيارة في جنون، أخذ يتلفت حوله، صاح بأعلى صوته
: أيها الشيخ، لكنه لم يسمع إلا صدى صوته من بعيد.
أخذ يحدث نفسه في فزع : أين ذهب الرجل .. أين ذهب ؟!
رددها في رعب، وقف يحدق في الأفق وقد انسابت على وجهه حبة عرق ، ومرت نسمة هواء باردة غمرت وجهه وجسده وأفاقته من حالته .
عاد إلى سيارته، غمرته رائحة عطرة خلفها الرجل وراءه ، انتظر " عم أحمد " مدة، لكنه لم يشاهد سوى المسبحة وقد تركها الرجل مكانه .
الولي
أصبحنا وأصبح الملك لله ، يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ، هكذا اخذ يردد " عم أحمد " هذه الكلمات كما تعود كل يوم عندما يستيقظ في الصباح الباكر ، أدار محرك سيارته الأجرة، وهو يردد البسملة ، وتركه يسخن، وعاد ليتناول فطوره بسرعة، قبل طفليه النائمين ، و خرج يصحبه دعاء زوجته له بالعودة سالماً .
انطلق يقطع الطريق ليصل إلى الرجل الذي سيذهب بوالدته إلى أحد الأشخاص الذين يقال عنهم أنهم يعالجون المرضى من بعض الأمراض. .
أشار إليه رجل شرطة يعرفه ، توقف على مضض، ركب الشرطي بجواره بعد أن عرف إنه يتجه في طريقه ، وفي الحظة نفسها ركب رجل مسن بعد الشرطي – لحيته بيضاء، و وجهه متورد، والزبيبة في جبنيه أضافت إليه وقاراً فوق وقاره، وملابسه البيضاء مع مسبحة نور الصباح جعلته كأنه قديس أو ملاك هبط من السماء في صورة إنسان .
نظر عم أحمد " إلى تلك الصحبة التي لم يحسب لها حساب وانطلق يطوي الطريق .
بعد مدة طلب الشرطي النزول ، توقف " عم أحمد " ونزل الشرطي بعد أن ألقى عبارات الشكر والثناء ، انتظر " عم أحمد " نزول الشيخ لكنه لم يفعل ، نظر إليه " عم أحمد " وهو يسأله : هل ستنزل ؟
رد الشيخ في هدوء: هل أضايقك ؟
قال " عم أحمد " وهو يكتم تضجره : لا .
ساد الصمت جو العربة لكن ليس طويلا ، فقد قطعه الشيخ بترديد كلمة يا قدوس .. يا قدوس ، انتابت " عم أحمد " قشعريرة وهيبة من هذا الرجل ، وشعر بشيء وراءه ، لكن ما هو ؟ .
أراد أن يفتح معه حديثاً فسأله : أين أنت ذاهب يا سيدي ؟
توقف الرجل عن تريد كلمة يا قدوس ورد بنفس ما سبق : هل أضايقك ؟
قطع الحديث بين الاثنين من جديد إلا من كلمة يا قدوس تتردد في جنبات العربة.
توقف الشيخ عن ترديد اسم الله ، نظر " عم أحمد " إلى الرجل في المرآة الأمامية ، وجد الرجل وقد رسمت على وجهه ابتسامة أظهرها بريق عينيه الزرقاء التي لم يلحظ لونهما الذي يشبه لون حبات مسبحة نور الصباح التي معه ، ووجد الشيخ يقول له : إن شاء الله مشوارك مقضي وطريقك تحيطه عناية الله .
رد " عم أحمد " وقد بدأ يتفاءل بالرجل وكلماته : إن شاء الله ؟ تابع الشيخ حديثه : ومريضك سيشفى إن شاء الله
قال " عم أحمد " : إن شاء الله .
و وجم فجأة، وحدق في المرآة فوجد الشيخ قد أغمض عينيه وألقى رأسه إلى الخلف على ظهر الكرسي، وهو يردد يا قدوس يا قدوس .
ابتلع " عم أحمد " ريقه ، وسرت في جسده قشعريرة عارمة، وملأته رهبة من الرجل، و أخذ يحدث نفسه : كيف لهذا الرجل أن يعرف أين هو ذاهب ؟ وكيف عرف أن مشواره سيقضى ، وأن مريضه سيشفى ؟
ظلت تتردد في جنبات عقله أسئلة تدور به هنا وهناك، أحس أن السيارة بدأت سرعتها تقل رغم ثقل قدمه على دواسة البنزين حتى توقفت تماماً .
فتح غطاء الموتور ونزل ليرى ما بها وعينيه حائرة بين الشيخ والسيارة، وهو يحاول العبث بأجزاء الموتور كي يبحث عن العطل، لكنه لم يجد شيئاً .
عاد إلى السيارة لينطلق، لكنه تجمد في مكانه وهو ينظر داخل السيارة، فلم يجد الرجل في مكانه، فدار حول السيارة في جنون، أخذ يتلفت حوله، صاح بأعلى صوته
: أيها الشيخ، لكنه لم يسمع إلا صدى صوته من بعيد.
أخذ يحدث نفسه في فزع : أين ذهب الرجل .. أين ذهب ؟!
رددها في رعب، وقف يحدق في الأفق وقد انسابت على وجهه حبة عرق ، ومرت نسمة هواء باردة غمرت وجهه وجسده وأفاقته من حالته .
عاد إلى سيارته، غمرته رائحة عطرة خلفها الرجل وراءه ، انتظر " عم أحمد " مدة، لكنه لم يشاهد سوى المسبحة وقد تركها الرجل مكانه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق