الخميس، 19 يناير 2017

لمــــاذا أنــــا . بقلم المبدع // د // عبد المجيد المحمود

(( لمــــاذا أنــــا ؟! ))
لماذا أنا ؟!
لماذا دائمًا تَعَلقُ يدايَ
في روضةِ العبيرِ؟!
لترتدي روحيَ المنهكةُ لونَ الوردِ 
و ريحَ الزُّهورِ
لماذا أنا ؟!
في كلِّ حينٍ أقرأُ فلسفةَ الشُّموعِ و النَّدى
و أحثو على غَضَبَاتيَ رملَ الليلِ
تُغلِّفُ قلبي لفائفُ وقتٍ مريرِ
لماذا أنا ؟!
أحثُّ شجوني بوعساءِ قلبي
تُلاحقُ نبضي وعولُ الرَّقابةِ
أعدُّ حروفي...و خلجةَ لَحْظِي
أقيسُ حرارةَ آهٍ تَشظَّتْ 
بينَ التَّعسِ و بينَ الحُبورِ
لماذا أنا ؟!
بعضُ حجارةٍ بلا طعمٍ و لا لونِ
يُشكِّلُ فيها الزَّمانُ رسومًا غبيَّة
و تَنْحِتُها القلوبُ بكفِّ الهوى
و ترمي ما تبقَّى من قصيدٍ
تَتَرَّبَ في حسراتِ القلبِ الكسيرِ
لماذا أنا ؟!
دائمًا أضطرُّ إلى مترجمٍ حصيفٍ
يُبلِّغُ عنِّي حروفَ الوجع
و يسحبُ منِّي اعترافًا بأنِّي 
أعاني الألم..
و أنَّي تعبْتُ منَ الاختباءِ
وراءَ ابتسامٍ غضيضٍ حسيرِ
لماذا أنا ؟!
تَغضَّنَ عنديَ وجهُ الهمومِ 
فأثقلَ قلبي ضبابُ الطَّريقِ
تسرَّبَ زادي...و زاديَ صبرٌ
أُلملِمُ شِعرَهُ منذُ انبعاثي
و أحفظُ عهدَهُ...عهدَ الأسيرِ
لماذا أنا ؟!
تلحقُ بي لعناتُ الصَّمتِ
فيغدو الكلامُ لديَّ قصيرًا
و يغدو الحرفُ كنوزَ اشتهاءٍ
تصلبُ دونَ العيونِ 
أمامَ الصَّخرِ الغفيرِ
لماذا أنا ؟!
يسافرُ بينَ أناملي ليلٌ ثقيل
أُسافحُ قمرًا لم يكنْ بينَ النُّجومِ
و عمرًا هدَّهُ موجُ التَّمادي
برقصٍ شجيِّ الظِّلالِ
ينامُ آخرَ عمريَ بينَ السُّطورِ
لماذا أنا ؟!
لم تعدْ فراشاتُ الحقلُ ترسمُ لي
طريقَ الرَّبيعِ
و لمْ يبقَ بينَ الضُّلوعِ نشيدٌ
تسافرُ دوني المسافاتُ
و أبقى على ذرا الصَّمتِ
أُراقبُ فجرَ العبورِ
لماذا أنا ؟!
هكذا قالَ الجميعُ
هكذا بُحَّتِ الدروبُ إثرَ بكاءٍ طويل
لم يكنْ هاهنا ظالمٌ أو خائنٌ أو كافرٌ
كلُّنا محضُ إنسانٍ ضعيفٍ
جاءَ في زمنٍ حقيرِ
......................................
د.عبد المجيد المحمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق