
بلادُ الدم
الشاعر / إبراهيم فاضل
======================================
أستيقظُ صارخاً
على الغيمةِ المتوهجة
وعلى المدى الذي يبدو مرسوماً في الفراغ
حيثُ يتبددُ كلُّ شيء ويتشَكَل
ويصيرُ رماداً في العًوالمِ المُبددة
وتمتليءُ كلُّ الطُرقِّ الباطلة
وينخفضُ النهار
على العتباتِ الباهتة
لنرى وجوهاً مُتحجرة
ووجوهاً بلا ملامح
ووجوهاً تحتضر
يا مجرى ظلٍّ بطيء
رأيتُكَ في نهايةِ الصراع
وفمُكَ مًلطخٌ بالدماء
والدروبُ قد أُغلِقَت
والرعدُ العميقُ يأتي مُهرولاً
كلُّ شيءٍ يُفلتْ
ويتمزقُ ويُظلِمْ
وقد أسلمنا رؤوسَنا للهيبِ الحجر
نهربُ نحو الصفصافِ لنواري عوراتَنا
أيُّ صِراعٍ يجيء
وأيُّ نارٍ تغسلُ وجوهَنا
وأيُّ صوتٍ غريبٍ صارَ في صمتِنا
جذوةٌ أخيرة
على الأماكنِ الداكنة
كلُّ ضوءٍ قد تجسَدَ في الفراغ
وريحُ النهايةِ تعصفُ بنا
لينغلقَ موقدُ الصراع على كلماتنا
لنرى ليلاً غريباً
وقد سقطتْ في اللهبِ وجوهُنا
ماتتْ فينا الابتسامة
وصارتْ الأماكنُ مُقفرة
كُنَّا نحلُمُ ها هُنا
ببلادٍ جميلة
على ضفةِ الفجرِ نُصلي
نتقاسمُ الشمسَ ونُغَني
وتشتعلُ بالشوقِ أرواحُنا
يا أيُّها الفجر
يا فجرَ النهار
جئتُ أقتطعُ الخُبزَ منك لأعيشَ فيك
ورأسي مُنغَلقٌ عليك
نبحثُ عن زورقٍ يرسو على شاطيء
ونرى العصفورَ يُرددُ أُغنيةً لبزوغِ النهار
ويقولُ : هنا نبعُ الحياة
وهنا تُقطَفُ الثمار
الفجرُ في عيني ينخرِط
في كلِّ صوتٍ عذوبة
والنجومُ على أعتابِنا
تُنبتُ في بلادِنا
لكننا عِشنا في ظلِّ حُلمٍ مُستعَار
أودى بنا
========================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
قصيدة النثر
========================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق