فنجان الذكرى -
بين متاهات الشوق و الحنين , بين ظلال غربة النفس و غربة القلب و الأنين ,ككل يوم تتقاذفني أرصفة الشوارع الحزينة بحثا عن لا شيء ,لأجد نفسي في ركن من أركان مقهى على هامش ضوضاء المدينة , مقهى عشت فيها قصة لم تكتمل فصولها ,أجد نفسي وحيدا أمام فنجاني أرى فيه سواد العمر و مرارة الحياة ,
فنجاني فيه كل ما ضاع مني مذاقه يعلن نهاية حلم ,نهاية مشوار ,نهاية عشق مات في مهده,
فنجاني أطيل فيه الأحداق فيسيل الدمع مثقلا بالألم , دموع حارة تحرق مهجتي و كياني مرارته تزيد في نبضي مع كل ارتشافة تتزايد الشهقات, فنجاني تغيب عنه اليوم ابتسامة الأمس لم يعد فيه نبض و لا حس , سوى مرارة الفراق و طعنة النصيب , لكني أحبه ألتجيء اليه لينسيني حلو الأيام بمرارته , لينسيني رسائل الحب و الغرام , لينسيني لمسات العشق المفقودة ,أبحث فيه عن شمس أخرى و حياة أخرة و عالم اخر ينسيني حرقة الأسقام ,و حرقة الأحلام و ظلم الأيام ,فنجاني اليوم أستعيد فيه النبض أستعيد ربيعا أخضر هاجمه الخريف قبل أن تكتمل خضرته,
الفنجان ذاته كنا نمسكه بيد واحدة نرى فيه الأنين و الأشواق و النوم و الأحلام و الأمال و الليالي الطوال, أرى فيه ظله يتمايل كغصن بهيج و الابتسامة تعلو الشفاه ,صرت أرى فيه جرحا و دما أسودا أحمله في الأحشاء و أحبس الدمع أمام الخضوع و الاستسلام حين يغليني الشوق و يذوبني البعد,بداخله مشاعر مختلطه هى أقرب الى الشجن و الحنين و الشفقة والميل الى الصمت وربما البكاء,
هذا هو فنجاني به أكسر روتين الحياة المرة و أملأ فراغا أبحث فيه عن نفسي أبحث عن ذاتي بين ركام الذكرى
ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق