الخميس، 11 يناير 2018

الزمان . قبقلم المبدع // هشام الصفطي

الزمان
عَلِمْتُ بِأَنَّ الرَّدَى آكِلي
وَ مُبْدي الحَقيقَةِ مِنْ باطِلِي
طَلَعْتُ وَصِرْتُ بِكَبْدِ السَّماءِ
وَ ها أَنا أَهْبِطُ كالآفِلِ
سأُنْفِقُ عُمْرِيَ مِثْلَ الحَمامِ
وَ أُنْشِدُ مِنْ شِعْرِيَ الهَادِلِ
وَ أَسْقُطُ غَيْثَاً على كُلِّ قَلْبٍ
لأُحْييَ مِنْ جَدْبِهِ المَاحِلِ
وَ أَنْشُرُ في الرُّوحِ باقاتِ ورْدٍ
تُجَدِّدُ مِن وَرْدِهَا الذَّابِلِ
تَكونُ حُروفيَ نَحْلاتِ رَوضٍ
تُعِدُّ الرَّحيقَ إلى العاسِلِ
وفي كُلِّ مَعْرَكَةٍ لِلْحَياةِ
سأُرْسِلُ مِنْ خَيلِيَ الصَّاهِلِ
أَكونُ كَأَنْداءِ وردٍ رَطيبٍ
أَكونُ الرَّجاءَ لَدى الآمِلِ
وأَنصُرُ حَقَّاً نَهيباً مُضَاعاً
وَ أُهْدي العَزاءَ إلى الثَّاكِلِ
وَ أُرسِلُ سُفْنِيَ وَسْطَ البِحَارِ
إذا ظلَّ غيريَ بالسَّاحِلِ
ذَرَعْنا الحَياةَ بِصَوْلٍ وَ جِدٍّ
فَهَلْ قَدْ حَصَلْنَا على طَائِلِ؟
فَلا تأْمَنَنَّ صُروفَ الزَّمانِ
وَلا تَرْكَنَنَّ إلى الخَاتِلِ
سَيُحْدِثُ بَعْدَ اجتِمَاعٍ فِراقاً
وَ يَرميكَ مِنْ قَوسِهِ النَّابِلِ
فلا تأْبَهَنَّ لِأَحْدَاثِهِ
ولا تَحْزَنَنَّ على راحِلِ
طَبيعَةُ هذا الزَمانِ الفَسادُ
وَ إِخْرابُ بَيْتِ المُنى الآهِلِ
فَلا أَشْتَهِي مِنْكَ شَيْئَاً زَماني
وَلا أَطْلُبُ الجُودَ مِنْ بَاخِلِ
سأَمْشي رَشيقاً على حَدِّ سَيفٍ
وَ إن كُنْتَ مِنْ بَعْدِها قاتِلي
سَبَرْتُكَ حَتَّى ظَنَنْتُ عَلِمْتُ
وَ ها أَنا أَرْجِعُ كالجَاهِلِ
وَ لَمْ أَرَ أَهْنَاَ مِنْ غَافلِ
وَ لَمْ أَرَ أَتْعَسَ مِنْ عَاقِلِ
وَ مَنْ سارَ يَسْبُرُ غَوْرَ الزَّمانِ
تَحَطَّمَ في مَوْجِهِ الهائِلِ
( شعر هشام الصفطي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق