رحلة بحث علمي .........!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يسير بجوار سور الجامعة ومعه دراجته التي يتنقل بها من مكان إلي آخر ، كان هناك هاتف يدعوه للمرور من شارع جانبي ، ولكنه بفعل عامل يجهله أصر أن يكمل طريقه لنهاية سور الجامعة ، لقد جذب انتباهه أن شارع الجامعة يخلو من المارة تقريبا ، حتى أن السيارات كانت علي البعد تعدل من خط السير المعروف للجميع وتنحرف للشوارع الجانبية ، الوقت كان منتصف النهار تقريبا ، كان يرتدي جلبابا أبيضا ولحيته تبدو نامية بشكل ملحوظ ، في نهاية الشارع وجد شبه المتاريس التي يضعها رجال المرور حينما يكونوا في حملة ما ، لم يعبأ بذلك وأصر إصرارا غريبا أن يكمل طريقه وسأل نفسه وأجاب في الوقت ذاته ، لما أخاف ؟؟ ومن ماذا ؟؟ إنني سليم وأحمل أوراق ثبوت هويتي فلما الفزع ؟!! ، وعلي ذلك أكمل مسيرته بتأني وعدم اهتمام ،ما أن اقترب حتى وجد شخصا ضخم الجثة يضع يديه علي كتفه ويتشبث به قائلا لشخص آخر يجلس في سيارة البوليس المعروفة والتي يسميها الناس ( البوكس ) ويبدو عليه أنه رتبة كبيرة ، هو دا يافندم ؟؟ فأومأ برأسه دون أن يتكلم بما يعني الإجابة بنعم ، وأشار بيديه إلي هذا الشخص بأن يصطحبه لسيارة كبيرة تقف جانب الشارع ، ظل المخبر يجذب حمادة من ياقة جلبيته وقد أحكم إمساكه جيدا بطريقتهم المعهودة ولم تفلح محاولاته للتملص منه وهو يصيح : دعني اتركني ، فيه إيه ، لماذا تمسكني هكذا ، أنت مين ؟؟ ، قال له في صوت أجش وبنبرة خشنه : أمشي معايا يامجرم يا إرهابي ولا تفتح فمك بأي كلام ، رد حمادة : مجرم مين ياعم ؟؟ وإرهابي إيه اللي أنت بتتكلم عنه ؟!! ، سيبني مش من حقك تقبض علي إلا إذا كان معك إذن من النيابة بذلك ، قال له المخبر : إذن النيابة هذا عند الست الوالدة مش عندنا وطالما عامل فيها فهيم انتظر مصيرك يابتاع النيابة ، وصل إلي السيارة وفتح بابها الضيق جدا ثم دفعه إلي الداخل وأغلق عليه الباب ، كانت السيارة مليئة بأناس كثيرة ومتفاوتة السن ، ففيها الشاب والرجل العجوز وأطفال لا يقل سنهم عن سبعة عشرة سنة والكل مترجل فلا مكان للجلوس تقريبا كان عددهم يتجاوز الخمسين نفر ! توجه المخبر إلي ذلك الرتبة الجالس في سيارة الشرطة علي الجانب الآخر من الشارع قائلا : تؤمر بشيء آخر يافندم ، فقال له العدد كويس ، فقال عدد كبير يافندم ، فقال تمام كده جبرت يلا بينا ، تحرك بوكس الشرطة وتبعته سيارة الترحيلات الكبيرة واتجهوا لمكان غير معلوم ، تعرف حمادة علي أحد زملائه ويدعو أكرم عبد الجواد ، سأله حمادة :ماذا في الأمر ؟؟ فقال أكرم لا أدري يا أخي كنت داخل الكلية وعند انصرافي وعلي بوابتها ألقوا القبض علي ووضعوني في هذه السيارة وليست عندي أي فكرة عن الأمر أو لماذا قبضوا علي ، وأنت ؟؟ قال حمادة مثل ما حدث معك بالضبط ولا تعليق عندي ، علي جانب آخر كانت الاستعدادات تجري علي قدم وساق لاستقبال أحد الشخصيات المهمة في الدولة وجرت العادة في مثل هذه الظروف أن يتم جمع أكبر عدد من الخارجين عن القانون ، وذلك في خطوة استباقية نحو الجريمة بأشكالها المختلفة ، ودليل علي فرض النظام والقانون علي البلد الذي سيزوره هذا المسئول ،ولما كان لا يوجد عدد كاف من المجرمين فقد صدرت الأوامر بضرورة القبض علي أي شخص ليكتمل العدد المطلوب لسد الثغرات التي قابلتهم في هذا الشأن ، وصلت عربة الترحيلات لمكان مجهول ويبدو أنه في قلب الصحراء وذلك للكثبان الرملية والجبال المترامية مد البصر وحرارة الجو التي تشير إلي عدم وجود رطوبة فيه دليل علي انعدام المسطحات المائية بكافة صورها ، هبط المتهمون من وجهة نظر القابضون عليهم من السيارة وتحت وطأة الاستقبال العنيف من خلال مجموعة مدربة جيدا علي ذلك بالضرب المبرح بأي شيء في أيديهم ( أحزمة ، عصي غليظة ، هراوات ، كابلات كهربائية ....الخ ) وتحت الألم المبرح نتيجة الضرب من خلال صفين من الجنود وجد المتهمون أنفسهم يدخلون عنبرا ضخما والشبيه بعنابر تربية الماشية ، وكل يمزقه الألم ، اتجه حمادة وصديقه إلي جانب الحائط وجلسا وهما لا يعلمان سبب ماهما فيه وكذلك الناس الذين معهما ، مر الوقت بطيء ثقيل واستسلم معظم الناس لنوم قاتل وهما معهم ،استيقظ الجميع بفعل خراطيم المياه التي سددت نحوهم ،ولا يدرون كم من الوقت مر عليهم ، الكل يحاول الإفلات منها ولكن ذهبت محاولاتهم أدراج الرياح ، ظهر في نهاية العنبر المتواجدون فيه شخص يبدو عليه المهابة وقد وقف الجميع من الجنود والرتب انتباه بعد أن صرخ أحدهم بهذا الأمر ، اقترب الزائر مجهول الهوية بالنسبة للموقوفين ، ولكنه معلوم للعسكريين وأمرهم بوقف المياه ، وقال بالحرف و بصوت مرتفع حتى يسمعه الكل ، اعلموا أنكم متهمون بقضايا عديدة ، أريد منكم التعاون والهدوء حتى تبت النيابة في شأنكم ولم يحدد نوع النيابة ، غدا أو بعد غد علي الأكثر ستعرضون جميعا ، ومن تثبت عليه إحدى التهم سينقل إلي سجن العقوبات ، حاول حمادة أن يتحدث مع ذلك المجهول ولكنه أشار إليه بإصبعه لالتزام مكانه ، حاول أن يقترب منه فدفعه أحد الجنود بقوة حتى أسقطه أرضا ،من ناحية أخري ساور أهل حمادة القلق وقد سألوا عليه كل من يعرفونه من الأقارب أو الأصدقاء وكانت الإجابة التي قضت مضاجعهم أنهم لم يروه منذ فترة وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته ، ذهبوا إلي أقسام الشرطة والمستشفيات حتى العيادات الخاصة لم يتركوها وسألوا عنه فيها وكانت الإجابات لم نري مثل هذا الشخص ،انه اليوم الثالث علي التوالي لغيابه المفاجئ ، والغير مبرر ، بات الجميع في هم ونكد مصدره غياب ابنهم ، في عنبر المواشي كما أطلق عيه حمادة وصديقة الذي تقرب منه أكثر فا أكثر بدأ كل واحد منهم يعيد حساباته ، وذلك بعد أن شعر كل منهم بمدي الظلم الذي أكتنفهم دون جريرة ارتكبوها ، حتى أن أحدهم وهو شيخ كبير في السن يقول : انه تاه عن الطريق الذي كان يريد الوصول إليه ، طيبته جعلته يسأل أحد الجنود عن عنوان هذا الطريق ، فا أمسك به وأخذ يدفعه دفعا حتى أركبه السيارة المشئومة كما يقول ولا يدري لماذا ؟؟ أحد الأطفال كان يلهو بدراجته الهوائية وأراد العبور من الطريق المغلق كل جريمته هو أنه عبر السياج الموضوع بعد أن عبر دراجته فلم يعجب هذا الفعل الضابط الراكب في سيارة الشرطة فأمر أحد الجنود بالقبض عليه ووضعه داخل السيارة ، ومن وقتها ودموعه لم تجف بسبب عدم علم أهله بما حدث له وأنه يمر بتلك التجربة المريرة لأول مرة في حياته ، سمه صوت النداء بأمر انتباه ، وقف الجميع وإذ بالجنود يأتون بالقيود الحديدية ويكبلون كل اثنين مع بعضهما ويركبونهما سيارة الترحيلات للعرض علي النيابة العسكرية ، هناك وبعد أزلال وتهزيق ، جاء الدور علي حمادة للمثول أمام وكيل النيابة العسكرية ضابط برتبة مقدم ، سأله أسئلة كانت تقع علي مسامعه كما الكابوس ، اسمك : حمادة سيد أبو المعاطي ، سنك ؟ عشرون عام ، وظيفتك ؟ ، طالب بكلية العلوم، لأي جماعة تنتمي ؟ لا أنتمي لأي جماعة ولا أعرف أي جماعة ، ما تفسيرك لتواجدك بجانب الحرم الجامعي ؟ ، كنت داخل الكلية كطالب أتلقي المحاضرات ، ما تفسيرك للشغب الذي وقع داخل الكلية في يوم الأحد 20/10 ؟ لا أعلم عنه شيء لأن هذا اليوم بالتحديد كنت غائبا ، ولماذا غبت ، ظروف وممكن أقصها علي سيادتكم ، أتفضل : والدتي كانت مريضة هذا اليوم واصطحبتها إلي المستشفي الجامعي وقد حجزت لتلقي العلاج وكنت بصحبتها لأني وحيدها ، هل عندك إثباتات ؟ نعم يمكنكم الاطلاع علي سجلات المستشفي في هذا اليوم وستجدون أنني كنت مرافقا لها رسميا ، أمره وكيل النيابة العسكرية بالجلوس جانبا ونادي علي اللي بعده ، بعد يوما طويلا وشاقا عاد الجميع إلي سجن العنبر في انتظار محاكمة عاجلة ، أسبوع وبدأت المحاكمة ، داخل القفص الحديدي كان حمادة وصديقة في انتظار كلمة القاضي الفصل ومعلوم أن المحاكمات العسكرية تكون أحكامها واجبة التنفيذ فورا ولا نقض بها ، أخذ القاضي العسكري يتلو الأحكام ، حتى جاء اسم حمادة سيد أبو المعاطي والحكم ستة أشهر مع الشغل والنفاذ بأحد السجون العسكرية ، ولم يكن هناك حيثيات للحكم ، أطرق حمادة برأسه غير مقتنع بتلك المهزلة ولكن ما بيده حيلة ، أرسل مع أحد العساكر الطيبين الذي تعاطف معه رسالة إلي ذويه يخبرهم فيها أنه في رحلة بحث علمي تبع الكلية ستستمر لمدة ستة أشهر فلا داعي للقلق عليه وسيراسلهم باستمرار ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي : محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 4/5/20177م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يسير بجوار سور الجامعة ومعه دراجته التي يتنقل بها من مكان إلي آخر ، كان هناك هاتف يدعوه للمرور من شارع جانبي ، ولكنه بفعل عامل يجهله أصر أن يكمل طريقه لنهاية سور الجامعة ، لقد جذب انتباهه أن شارع الجامعة يخلو من المارة تقريبا ، حتى أن السيارات كانت علي البعد تعدل من خط السير المعروف للجميع وتنحرف للشوارع الجانبية ، الوقت كان منتصف النهار تقريبا ، كان يرتدي جلبابا أبيضا ولحيته تبدو نامية بشكل ملحوظ ، في نهاية الشارع وجد شبه المتاريس التي يضعها رجال المرور حينما يكونوا في حملة ما ، لم يعبأ بذلك وأصر إصرارا غريبا أن يكمل طريقه وسأل نفسه وأجاب في الوقت ذاته ، لما أخاف ؟؟ ومن ماذا ؟؟ إنني سليم وأحمل أوراق ثبوت هويتي فلما الفزع ؟!! ، وعلي ذلك أكمل مسيرته بتأني وعدم اهتمام ،ما أن اقترب حتى وجد شخصا ضخم الجثة يضع يديه علي كتفه ويتشبث به قائلا لشخص آخر يجلس في سيارة البوليس المعروفة والتي يسميها الناس ( البوكس ) ويبدو عليه أنه رتبة كبيرة ، هو دا يافندم ؟؟ فأومأ برأسه دون أن يتكلم بما يعني الإجابة بنعم ، وأشار بيديه إلي هذا الشخص بأن يصطحبه لسيارة كبيرة تقف جانب الشارع ، ظل المخبر يجذب حمادة من ياقة جلبيته وقد أحكم إمساكه جيدا بطريقتهم المعهودة ولم تفلح محاولاته للتملص منه وهو يصيح : دعني اتركني ، فيه إيه ، لماذا تمسكني هكذا ، أنت مين ؟؟ ، قال له في صوت أجش وبنبرة خشنه : أمشي معايا يامجرم يا إرهابي ولا تفتح فمك بأي كلام ، رد حمادة : مجرم مين ياعم ؟؟ وإرهابي إيه اللي أنت بتتكلم عنه ؟!! ، سيبني مش من حقك تقبض علي إلا إذا كان معك إذن من النيابة بذلك ، قال له المخبر : إذن النيابة هذا عند الست الوالدة مش عندنا وطالما عامل فيها فهيم انتظر مصيرك يابتاع النيابة ، وصل إلي السيارة وفتح بابها الضيق جدا ثم دفعه إلي الداخل وأغلق عليه الباب ، كانت السيارة مليئة بأناس كثيرة ومتفاوتة السن ، ففيها الشاب والرجل العجوز وأطفال لا يقل سنهم عن سبعة عشرة سنة والكل مترجل فلا مكان للجلوس تقريبا كان عددهم يتجاوز الخمسين نفر ! توجه المخبر إلي ذلك الرتبة الجالس في سيارة الشرطة علي الجانب الآخر من الشارع قائلا : تؤمر بشيء آخر يافندم ، فقال له العدد كويس ، فقال عدد كبير يافندم ، فقال تمام كده جبرت يلا بينا ، تحرك بوكس الشرطة وتبعته سيارة الترحيلات الكبيرة واتجهوا لمكان غير معلوم ، تعرف حمادة علي أحد زملائه ويدعو أكرم عبد الجواد ، سأله حمادة :ماذا في الأمر ؟؟ فقال أكرم لا أدري يا أخي كنت داخل الكلية وعند انصرافي وعلي بوابتها ألقوا القبض علي ووضعوني في هذه السيارة وليست عندي أي فكرة عن الأمر أو لماذا قبضوا علي ، وأنت ؟؟ قال حمادة مثل ما حدث معك بالضبط ولا تعليق عندي ، علي جانب آخر كانت الاستعدادات تجري علي قدم وساق لاستقبال أحد الشخصيات المهمة في الدولة وجرت العادة في مثل هذه الظروف أن يتم جمع أكبر عدد من الخارجين عن القانون ، وذلك في خطوة استباقية نحو الجريمة بأشكالها المختلفة ، ودليل علي فرض النظام والقانون علي البلد الذي سيزوره هذا المسئول ،ولما كان لا يوجد عدد كاف من المجرمين فقد صدرت الأوامر بضرورة القبض علي أي شخص ليكتمل العدد المطلوب لسد الثغرات التي قابلتهم في هذا الشأن ، وصلت عربة الترحيلات لمكان مجهول ويبدو أنه في قلب الصحراء وذلك للكثبان الرملية والجبال المترامية مد البصر وحرارة الجو التي تشير إلي عدم وجود رطوبة فيه دليل علي انعدام المسطحات المائية بكافة صورها ، هبط المتهمون من وجهة نظر القابضون عليهم من السيارة وتحت وطأة الاستقبال العنيف من خلال مجموعة مدربة جيدا علي ذلك بالضرب المبرح بأي شيء في أيديهم ( أحزمة ، عصي غليظة ، هراوات ، كابلات كهربائية ....الخ ) وتحت الألم المبرح نتيجة الضرب من خلال صفين من الجنود وجد المتهمون أنفسهم يدخلون عنبرا ضخما والشبيه بعنابر تربية الماشية ، وكل يمزقه الألم ، اتجه حمادة وصديقه إلي جانب الحائط وجلسا وهما لا يعلمان سبب ماهما فيه وكذلك الناس الذين معهما ، مر الوقت بطيء ثقيل واستسلم معظم الناس لنوم قاتل وهما معهم ،استيقظ الجميع بفعل خراطيم المياه التي سددت نحوهم ،ولا يدرون كم من الوقت مر عليهم ، الكل يحاول الإفلات منها ولكن ذهبت محاولاتهم أدراج الرياح ، ظهر في نهاية العنبر المتواجدون فيه شخص يبدو عليه المهابة وقد وقف الجميع من الجنود والرتب انتباه بعد أن صرخ أحدهم بهذا الأمر ، اقترب الزائر مجهول الهوية بالنسبة للموقوفين ، ولكنه معلوم للعسكريين وأمرهم بوقف المياه ، وقال بالحرف و بصوت مرتفع حتى يسمعه الكل ، اعلموا أنكم متهمون بقضايا عديدة ، أريد منكم التعاون والهدوء حتى تبت النيابة في شأنكم ولم يحدد نوع النيابة ، غدا أو بعد غد علي الأكثر ستعرضون جميعا ، ومن تثبت عليه إحدى التهم سينقل إلي سجن العقوبات ، حاول حمادة أن يتحدث مع ذلك المجهول ولكنه أشار إليه بإصبعه لالتزام مكانه ، حاول أن يقترب منه فدفعه أحد الجنود بقوة حتى أسقطه أرضا ،من ناحية أخري ساور أهل حمادة القلق وقد سألوا عليه كل من يعرفونه من الأقارب أو الأصدقاء وكانت الإجابة التي قضت مضاجعهم أنهم لم يروه منذ فترة وكأن الأرض قد انشقت وابتلعته ، ذهبوا إلي أقسام الشرطة والمستشفيات حتى العيادات الخاصة لم يتركوها وسألوا عنه فيها وكانت الإجابات لم نري مثل هذا الشخص ،انه اليوم الثالث علي التوالي لغيابه المفاجئ ، والغير مبرر ، بات الجميع في هم ونكد مصدره غياب ابنهم ، في عنبر المواشي كما أطلق عيه حمادة وصديقة الذي تقرب منه أكثر فا أكثر بدأ كل واحد منهم يعيد حساباته ، وذلك بعد أن شعر كل منهم بمدي الظلم الذي أكتنفهم دون جريرة ارتكبوها ، حتى أن أحدهم وهو شيخ كبير في السن يقول : انه تاه عن الطريق الذي كان يريد الوصول إليه ، طيبته جعلته يسأل أحد الجنود عن عنوان هذا الطريق ، فا أمسك به وأخذ يدفعه دفعا حتى أركبه السيارة المشئومة كما يقول ولا يدري لماذا ؟؟ أحد الأطفال كان يلهو بدراجته الهوائية وأراد العبور من الطريق المغلق كل جريمته هو أنه عبر السياج الموضوع بعد أن عبر دراجته فلم يعجب هذا الفعل الضابط الراكب في سيارة الشرطة فأمر أحد الجنود بالقبض عليه ووضعه داخل السيارة ، ومن وقتها ودموعه لم تجف بسبب عدم علم أهله بما حدث له وأنه يمر بتلك التجربة المريرة لأول مرة في حياته ، سمه صوت النداء بأمر انتباه ، وقف الجميع وإذ بالجنود يأتون بالقيود الحديدية ويكبلون كل اثنين مع بعضهما ويركبونهما سيارة الترحيلات للعرض علي النيابة العسكرية ، هناك وبعد أزلال وتهزيق ، جاء الدور علي حمادة للمثول أمام وكيل النيابة العسكرية ضابط برتبة مقدم ، سأله أسئلة كانت تقع علي مسامعه كما الكابوس ، اسمك : حمادة سيد أبو المعاطي ، سنك ؟ عشرون عام ، وظيفتك ؟ ، طالب بكلية العلوم، لأي جماعة تنتمي ؟ لا أنتمي لأي جماعة ولا أعرف أي جماعة ، ما تفسيرك لتواجدك بجانب الحرم الجامعي ؟ ، كنت داخل الكلية كطالب أتلقي المحاضرات ، ما تفسيرك للشغب الذي وقع داخل الكلية في يوم الأحد 20/10 ؟ لا أعلم عنه شيء لأن هذا اليوم بالتحديد كنت غائبا ، ولماذا غبت ، ظروف وممكن أقصها علي سيادتكم ، أتفضل : والدتي كانت مريضة هذا اليوم واصطحبتها إلي المستشفي الجامعي وقد حجزت لتلقي العلاج وكنت بصحبتها لأني وحيدها ، هل عندك إثباتات ؟ نعم يمكنكم الاطلاع علي سجلات المستشفي في هذا اليوم وستجدون أنني كنت مرافقا لها رسميا ، أمره وكيل النيابة العسكرية بالجلوس جانبا ونادي علي اللي بعده ، بعد يوما طويلا وشاقا عاد الجميع إلي سجن العنبر في انتظار محاكمة عاجلة ، أسبوع وبدأت المحاكمة ، داخل القفص الحديدي كان حمادة وصديقة في انتظار كلمة القاضي الفصل ومعلوم أن المحاكمات العسكرية تكون أحكامها واجبة التنفيذ فورا ولا نقض بها ، أخذ القاضي العسكري يتلو الأحكام ، حتى جاء اسم حمادة سيد أبو المعاطي والحكم ستة أشهر مع الشغل والنفاذ بأحد السجون العسكرية ، ولم يكن هناك حيثيات للحكم ، أطرق حمادة برأسه غير مقتنع بتلك المهزلة ولكن ما بيده حيلة ، أرسل مع أحد العساكر الطيبين الذي تعاطف معه رسالة إلي ذويه يخبرهم فيها أنه في رحلة بحث علمي تبع الكلية ستستمر لمدة ستة أشهر فلا داعي للقلق عليه وسيراسلهم باستمرار ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي : محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 4/5/20177م

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق