وسادة من حجر . بقلم المبدع // هشام لمراني

ومضة من الذاكرة الشعرية
________
وسادة من حجر
_______
وأنا في هذا العمر 
لم أجد وسادة غير هذا الحجر
فأمي خرجت منذ الصباح
تتقادفها الحفر ...
لتأتيني من بئر بعيد 
بقطرة ماء ...
ومن الدكان بقطعة سكر 
ستعود إن أسعفها القدر
فلا توقظوني قبل عودتها 
إلا إن جاء قبلها التتر
_________
وجاء التتر 
_________
ما عادت أم الصبي الذي يتوسد الحجر
فالبئر قد جفت ...
وصاحب الدكان لا يملك سكر 
فقد حجزوا بضاعته...
ورموه وأم الطفل في سقر
حرقوا بعض الأجساد...
ورموا في دجلة والفرات كل سفر
وعندما غطت الكتب أديم الماء
دمروا بقايا بابل وسومر
و جن الليل على هياكلها ...
وما عاد للصوامع والقباب أثر ...
وما عادت "بغداد" لبغدادها
فقط كان هناك أطفال كثر..
ظلوا يتوسدون الحجر
ينظرون عودة الأم..
علها تحمل إليهم قطرة ماء
أو قطعة سكر..
هاشم لمراني