الاثنين، 2 أبريل 2018

وقفة : بقلم المبدع // هارون قراوة


وقفة : 
وأزورني من داخلي ، فإذا داخلي أطلال عششتْ فيها العناكبُ ، وٱستباحها ليلٌ بطعمِ الأرقِ ، وإذا بقايَ ٱحتراقي رمادٌ تسُفُّه الزوابعُ المجنونةُ : فأقفُ حائرا ، يتجشَّؤُني إحباطٌ يطوِّحُ - بأنايَ- الى منابتِ الشَّوكِ والصبَّار المُرِّ ، وإذا بصوت - كالسَّوطِ- يلسعني مستفِزًّا : « وماذا بعد ؟ » ، فانتفض كعصفور بلَّلَهُ القطْرُ وأردُّ : « لا شيء...أنا فقط تائهٌ » ، وأمتطي صهوةَ طِرفٍ لأعود مذبوحا للإبحارِ في زمنِ المجهولِ والموتِ المؤجل .
نعم: وأتفقدني فإذا بين ثناي الجرح طيف أنثى تثملُ فوق جثتي وتبتسمُ ، ويتكاثف الغبار ، فيحجب الرؤيةَ وتجثو الخيولُ باكيةً أمام الفنّانة - صليحة التونسية - وهي تندب ٱنكسارَاتِ جيشِ القبيلة بصوت مبحوحٍ ملؤه الوجع : « يا خيل - سالم- أباشْ ( بماذا) روَّحتولي ؟ » ويستمرُّ ٱلأنين...أنينٌ بلون الخيانة .

بقلمي
 هارون قراوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق