
الشَّهيـدُ- للشاعر التونسي محمد علي الهاني
لَمْ يَمـُتْ صَانِـــــعُ الْحَيَـــاةِ ولَكِـنْ ** مَــدَّ جِسْـــرًا إلــى سَماءِ الخُلُـودِ
وغَدَا في خَمَائِلِ المَجْـــدِ شَمْسًــــا ** يَتَغَنَّــى مـعَ السَّنَــــى والنَّشِيـــدِ
زَرَعَ الفَجـرَ في رُبُـوعِ بـــلادي ** وتَـهَــــادَى بِكُــلِّ فَجْـــرٍ جَدِيــدِ
أيُّها الْمُسْتَجِيرُ بِالخُلْـد ، مَرْحَــى! ** أنْــــتَ بَـاقٍ وخَـالِـدٌ في الوُجُـودِ
أَنْــتَ أَشْعَلْتَ فِي السَّمَاءِ بُرُوقًــا ** وَمَزَجْتَ اللَّظَى بِقَصْفِ الرُّعـودِ
وَأَرَدْتَ الحَيـاة ؛ كَانَـــتْ وَكُنَّـــا ** فِي الأَعَالَي، وَكُنْتَ بَيْتَ القَصِيدِ
أنْــتَ زَخْرَفْـــتَ بِالنُّجُـومِ بلادي ** وسَكَبــتَ الشَّـذَا بِبَـوْحِ الـــوُرُودِ
أنــــتَ عَلَّمْتَنَــــا الوَفَاءَ ؛ وَفَيْنَــا ** ووَصَلـْنَـا وَفَاءَنَــــا بِالوُعُـــــــودِ
وعَشِقْنَـــــا بلادَنـــا ؛ فَسَمْونَــــا ** وخَلَقـْنَــــا بِعشقِنَــا أَلْـــفَ عيـــــدِ
نحنُ نَسْعَى على خُطَاكَ جَمِيعـا ** نَمْتَطِي الشَّمْسَ تحتَ خَفْقِ البُنــودِ
أيُّهَا الظَّامِئُـونَ لِلنُّـورِ ... إِنَّـــا ** نَقْبِسُ النُّـــورَ مِنْ جِرَاحِ الشَّهِيــدِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق