الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

سنوات التيه تأتي . بقلم المبدع // ابراهيم فاضل

سنواتُ التيهِ تأتي
============================
غنوا طويلاً وارقصوا بين الكوارثِ والخطايا
أيامُ الجوعِ تزحفُ حاملةً كلَّ البلايا
وتَشدُّ للجبناءِ في أغصاننا مشانق
أباؤنا لم يغرسوا فينا غيرَ الأساطيرِ السقيمة
والخذلان.....والرؤيا العقيمة
من خُبزِ التمزقِ ونكبةِ الجوعِ العضال
والجهالةِ والجريمة
وبكينا يوم غنَّى الآخرون
ولجأنَّا للسماء
ولأنَّا ضعفاء
بقينا غرباء
سنواتُ التيهِ تاتي
ورحلنا يوم عادَ الآخرون
وبقينا تائهين
من جِراحاتٍ يَضرِّي حقدها
وعيونٍ سمتْ بأحداقها
إلى قراراتنا الجائعة
ومحاجرنا الدامعة
وأشلائنا الضائعة
هنا كانتْ الفاجعة
لم يزلْ دمُنا يقطُر من كلِّ صوب
وصهيلِ الخيلِ ما زلتُ أسمعُهُ
وأنا أحملُ شمساً في يميني وأطوف
في مغاليقِ الدُجى ، جُرحاً يُغني
نُحِسُّ أنَّا نموت
نجتمعُ حولَ المواقدِ في الشتاء
ونركنُ إلى جذعِ السنديان
وجزعِ زيتونٍ عتيق
ناطورُ قريتنا يُنادي على النيام :
القمحُ حقلٌ من دخان
لم تربحوا إلاَّ على أنقاضِ البشر
يا صانعي الأحزانِ لم يسلم منكم أحد
قد عادَ الجُباةُ إلى الضريبة :
افتحوا هذي الزريبة
وإلاَّ عذاباتٍ لقاماتكم المهيبة
لم يبقْ ما نُعطي سوى الأحقادِ والحُزنِ المُسَمَّم
أمطارُ الدمِ تتساقطُ في لغةٍ غريبة
وتدمدمُ الأمطارُ في لغةٍ رهيبة
وحطامُ أنفسِنا بقايا
أحلامُنا رؤى تراودها الغلال
على ثرى مطامحٍ لا تعرف الكلال
واستفقنا ذات فجر
وانتظرنا ، وترقبنا طويلاً دون جدوى
لم يعد لنا سوى أشرعةٍ مريرة
من قيودٍ كبلتْ فينا الحياة
نحنُ ما زلنا نُصلي لكلِ وقتٍ صلاة
وطرقنا للفجرِ باباً فباباً
كلُّ أفقٍ ضَوَّأت فينا شِهاباً
انشروا النورَ في كلِّ المدى
وادعوا للهِ دعاءً مُستجاباً
=============================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
=============================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق