الثلاثاء، 5 يونيو 2018

الْمَقَالُ الثَّانِى مِنْ مَسْرَحِيَّةٍ " الْمَلِكَ لير". بقلم المبدع // د // طــارق رضــوان


الْمَقَالُ الثَّانِى مِنْ مَسْرَحِيَّةٍ " الْمَلِكَ لير"

بِقَلَمٍ د. طــارق رضــوان

فَنَّ الْمَسْرَحِيَّةِ هُوَ فَنُّ جماعى لِأَنَّهُ يَحْتَاجُ الى جُمْهُورَيَشْتَرِكَ فِىَّ الأخراج.وهُنَاكَ مَنْ يَرَى مِنَ النَّقَّادِ أَنَّ مَسْرَحِيَّةَ " الْمَلِكَ لير" نَاجِحَةً وَهُنَاكَ مَنْ يَرَى أَنَّهَا ضَعِيفَةُ وَصَعْبَةُ التَّمْثيلِ عَلَى خَشَبَةِ الْمَسْرَحِ.لِقَدَّ سَمْح شِكْسبِيرٍ بِهلَّاكِ كورديليا الْفَاضِلَةَ وَهَى تُجَاهِدُ فِىَّ سَبِيلَ قَضِيَّةِ عَادِلَةِ وَذَلكِّ مِمَّا يُنَافَى أَفْكَارَنَا الطَّبِيعِيَّةَ عَنِ الْعَدَالَةِ وَيُخَيِّبُ أَمَلُ القارىء.
وَلَكِنَّهُ جَعَلَ لَهَا شَرِيكَا وَدُودَا وَرَحِيمَا بِهَا فِىَّ السِّجْنَ وَهُوَ وَالِدُهَا مِمَّا أَضْفَى عُنْصُرُ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِوالأنسانية عَلَى الْمَسْرَحِيَّةِ وَعَقْدَتِهَا الدِّرَامِيَّةِ وَيَجِدُ النَّقَّادُ تُشَابِهُ بَيْنَ " أركاديا " وَبَيْنَ " الْمَلِكَ لير" فشخصيتى الْمَلِكَ الضَّرِيرَ وَأَبْنِهِ طَيِّبَ الْقَلْبِ ليونانوس لَا تَخْتَلِفَانِّ عَنْ شخصيتى جلوستر وادجار. وَذَهَبُ الْبَاحِثَةِ فتسروى بايل الى أَنَّ شِكْسبِيرَ رُبَّمَا قَدْ تَأَثَّرَ أَيْضًا " باركاديا " فِىَّ الْعَقْدَةَ الرئيسسة لِلْمَسْرَحِيَّةِ،لَيْسَ هَذَا فِىَّ وُجُودَ الأولاد الْأَخْيَارَوالأشرار فَقَطْ ( فِىَّ أَنَّ الْأبَ يَحْنُو عَلَيْهِ الْوَلَدَ الَّذِى اساء الِيَّهُ ويؤذيه الْوَلَدَ الَّذِى فَضْلَهُ)
وَانَمَا فِىَّ أَنَّ قِصَّةَ سَيُدْنَى تَفَوُّقُ المسرحيةالقديمة " الْوَقَائِعَ الْحَقِيقِيَّةَ لِتَارِيخِ الْمَلِكِ لير "فِىَّ قُوَّتَهَا التّرَاجِيدِيَّةَ
وَيُبَيِّنُ مُؤَلِّفُ " أركاديا " لَنَا:" أَنَّهُ لكَى نُصْلِحَ لِحُكْمِ دَوْلَتِنَا أَوْ عَالَمُنَا يَنْبَغِى لَنَا أَْنْ نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَحْكُمُ أَنَفْسُنَا وَانٍ مَنْ يَبْتُرُ رَابِطَةُ الزَّوَاجِ يُؤَدَّى الى اِنْحِلَالَ الانسانية بِأَسْرِهَا، وَأَنَّ الْقَوَانِينَ تَحُدُّنَا دَاخِلُ حُدودِ أَكِيدَةِ أَنَّ نَحْنُ خَرَّقْنَاهَا صَالَتْ طَبِيعَةُ الْبَشَرِ وَجَالَتْ مُطْلَقَةٌ وَبِدُونِ أَدْنَى قَيْدِ" هَذَا الْعَرْضِ الْمُبَسَّطِ لِلْمُصَادَرِ الَّتِى اِسْتَعَانَ بهاشكسبير يبين اِنْهَ سخْرَ مَوَاقِفِ وَمُعَانَى وَعِبَارَاتٍ والفاظ استمدها مِنْ كُتُبٍ وَمَسْرَحِيَّاتٍ لِمُؤَلِّفِينَ أُخَرَيْن ِوَهَذا سَبَبِ كَثَافَةِ نَسِيجِ مَسْرَحِيَّةِ " الْمَلِكَ لير " وَغَزَارَتَهَا الْوَاضِحَةَ
وَذَهَّبَ بَعْضُ النَّقَّادِ وَمِنْهُمِ النَّاقِدَ الْأَدِيبَ تشَارْلزَ لَاَمِ بَانٍ مَسْرَحِيَّةِ " المْلِكْ لير " لَا يَمُّكُنَّ تَمْثيلَهَا عَلَى الْمَسْرَحِ وَكَذَلِكَ زَعْمِ برادلى قَائِلًا " أَنَّهَا لَا يَسَعُهَا أَىِّ مَسْرَحَ فَهِىَ تَبْدُو ضَعِيفَةُ عَلَى الْمَسْرَحِ وَذَلِكَ طِبْقًا لِحُكْمِ النَّقْدِ لِلتَّجْرِبَةِ الْمَسْرَحِيَّةِ عَلَى حَدِّ سَوَاءِ"
وَزَعِمَتِ الْبَحَّاثَةُ الردايس نِيكُولً أَنَّ نِقَاطَ ضِعْفِ مَسْرَحِيَّةِ شِكْسبِيرِ " الْمَلِكَ لير " اما نتيجة الاعياء وَامًابِفِعْلِ الْعَجَلَةِ حَيْثُ اِنْهَ لَمْ يفْلِحْ فِىَّ اعمال الْفِكْرَ وَالرَّوِيَّةَ كَمَا يَنْبَغِى فِىَّ تَرْتِيبَ الْمَسْرَحِيَّةِ بَيْنَمَا أَحْسَن فى تَرْتِيبِ افكاره فِىَّ " عَطِيلَ"
وَزَعْمَ النَّاقِدِ مرَّى أَنَّ مَسْرَحِيَّةَ " الْمَلِكَ لير " تَفْتَقِدُ الى الْوَاقِعِيَّةَ الَّتِى أَتُسِّمَتْ بِهَا مَسْرَحِيَّةُ كوريولانس وَوَصْفَ مَسْرَحِيَّةَ " الْمَلِكَ لير " بِأَنَّهَا( اِسْتِغْلَاَلٌ لِيَأْسِ جزِئَى) وَ(تَعْبِيرَ جبرَى)
وَيُؤَكِّدُ شيلى أَنَّ " الْمَلِكَ لير " هِى " أَكْمَلَ مِثَالٌ لِلشِّعْرِالمسرحى فِىَّ
الْعَالَمَ " فَهِىَ قَصِيدَةَ عَظِيمَةَ الًا أَنَّهَامَسْرَحِيَّةُ رَدِيئةُ اما لِأَنَّهَا تَفْرِضُ عَلَى الْمُمَثِّلِ مُطَالِبٌ يَسْتَحِيلُ الْقِيَامُ بِهَا وَامَا لِعُيُوبِ مَزْعُومَةِ فِىَّ بنَائِهَاوَصُعُوبَةَ تَمْثيلِ مَشاهِدِهَا كَمَشْهَدِ الْعَاصِفَةِ.
وَمَعَ ذَلِكَ فَهُنَاكَ مَنْ يَرَى مِنَ النَّقَّادِ أَنَّهُ مَسْرَحِيَّةُ " الْمَلِكَ لير " قَدْ نَجَّحَتْ عَلَى خَشَبَةِ الْمَسْرَحِ
اما عَنْ رَأَى الْمُتَوَاضِعُ بِهَذَا الشَّأْنِ فانى أَرَى أَنَّ لِلْمَسْرَحِيَّةِ بَعْدَ تربوى وَهَدَفَ سَامَى وَعَبْرَةً لِكُلِّ مِنَ الْأَبَاءِ وَالْأَبْنَاءَ كَهَدَفِ أساسى.بالاضافة الى أهداف فَرْعِيَّةَ أُخْرَى تَوَافَقَتْ مَعَ ظُروفِ الْعَصْرِ الَّذِى تَمَّ فِيهِ كِتَابَةَ الْمَسْرَحِيَّةِ وَطَبَّقَا لِوَجْهَةِ نَظَرِالْمُؤَلِّفِ فِىَّ مُوَاجَهَةً وَعِلَاَجَ بَعْضِ الْمَوْضُوعَاتِ وَانٍ كَانَتْ هَذِهِ الْأَحْدَاثِ تَدُورُ فِىَّ بِيِئِه مَلِّكِيهِ فَمِنْ بَابِ اولى أنَّ يُرَاعَى هَذَا الْهَدَفُ التربوى فِىَّ الْبِيئَاتِ الْأَقَلَّ ثَقَافَةً.وَامَا عَنْ ظُهورِ الْمَسْرَحِيَّةِ بِصُورَةِ ضَعِيفِهِ عَلَى خَشَبَةِالْمَسْرَحِ فَالْأمرِّ يَعُودُ الى الامكانيات الَّتِى يَجِبُ أَْن ْتَتَوَفَّرُ لاظهار مِثْلُ هَذَا الْعَمَلِ الْقَيِّمِ بِالشَّكْلِ اللَّائِقِ فَلَا يَعْقِلُ أَنَّ يَقُومُ مَسْرَحُ مُتَوَاضِعُ بِعَرْضِ مَسْرَحِيَّةِ رَائِعَةِالْفِكْرِ وَلَهَا عَقْدَةُ دِرَامِيَّةُ مُتَمَيِّزَةُ وَتَرَابُطُ عَظِيمُ
بَين َشَخْصِيَّاتِهَا بِدَوَافِعِهِمِ الْخَيْرَةَ أَوِ الشِّرِّيرَةُ.
وَالْأَمْرُ يَعُودُ أَيْضًا لِقُدْرَةِ الْمُمَثِّلِ عَلَى اِسْتيعَابٍ مَا يُرِيدُهُ الْمُؤَلِّفُ حَتَّى يُمْكِنُهُ نَقْلُ الرِّسَالَهْ كَامِلَهُ لِلْجُمْهُورِ وَلَه ُكَمُمَثِّلِ مَسَّاحِهِ مِنَ الْحُرِّيَّةِ فِىَّ عَرْضَ النَّصِّ المسرحى دُونَ مِسَاسٍ بِرُؤْيَةِ الْمُؤَلِّفِ.
وَسَوَاءُ كَنَّا كَنُقَّادِ مُؤَيِّدِينَ أَوْ مُعَارِضِينَ لِبَعْضِ النِّقَاطِ عِنْدَ دِرَاسَةِ عَمَلِ أدْبَى فَالْهَدَفَ هُوَ تَحْسِينُ الْعَمَلِ الفنى وَلَيْسَ الْهَدَفُ اقامة عَدَاوَةَ بَيْنَ النَّاقِدِ وَبَيْنَ الْمُؤَلِّف ِفَالنَّقْدِ الْبَنَّاءِ هُوَ سَنَدٌ وَمُعَيَّنٌ لِلْعَمَلِ الفنى وَلِلْأَدِيب ِوَلَيْسَ مُهَاجِمٌ لَهُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق