المذهبية ما بين الايجابية والسلبية في الإسلام
بقلم محمد الحبيب يونس
حينما نلقي الضوء على التاريخ الإسلامي نجد أن المذهبية قد بدأت في زمن مبكر جداً و هذه الحقيقة لايمكن نكرانها ففي عهد الدولة الراشدة كانت هناك طوائف متباينة الأفكار والرؤيا.
نحن دائماً ننظر إلى الاختلاف المذهبي بأنه هو السبب في إشعال الفتن وفي تشتت الأمة أي أننا لم ننظر إلى الخلاف إلى من الجانب السلبي
النص الديني واحد لكن التأويل والاذواق شتى اذن لما تتخلف التأويل وتتباين الآراء ؟؟؟ هذا لأن البشر مختلفين من حيث الفكر ومن حيث القدرة المادية والروحية والجسدية ومن حيث السلوك وأشياء كثيرة فكل انسان يختلف عن الآخر وكل حضارة تتخلف عن بقية الحضارات ولكل مجتمع سمات خاصة به لذلك جاء النص واحد لكن معانيه كيثفة الظلال ولا منتاهية ولا محدودة وهذه اللامحدودية هي التي تعطي الدين النظام المرن الواسع الذي بموجبه يستطيع الدين أن يستوعب التنوع البشري والحضاري وهذه اللامحدودية الناشئة عن خلاف الآراء هي التي تكسب النص الحياة فهو بها يتطور ويماشى مع شتى العصور ويستطيع مجاراة الإنسان الذي في طور لا ينتهي
أذن المذهبية تعني الحركية التي تجاري الأزمان المختلف والبشر المختلفين والمجتمعات المختلفة وكلما اختلفنا اتسعت رؤيانا لأننا نرى بزوايا عدة والجانب الإيجابي كثير لا يحصى ولكننا اهملنها ونظرنا إلى إلى المذهبية من أفق سوداوي متشائم لذلك نشأت الصرعات والحرب الكلامية والدموية ما بين أهل الدين الواحد .فلو أن كل إنسان أعتقد الصواب في مذهبه دون الطعن في المذاهب الأخرى لما كانت جغرافيا الطوائف والمعتقدات عائقاً
أمام الإنفتاح على الآخر وتقبل الآخر. فمتى تنكسر الحدود التي شتت الأمة. ومتى ننظر إلى التنوع الطائفي بأنه مظهر من الكمال والجمال والقوة في ديننا الحنيف ؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق