الثلاثاء، 13 فبراير 2018

خلاصة وجودنا . بقلم المبدع // محمود مسعود

خلاصة وجودنا ......!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغيبيات ما وراء الطبيعة أو كما يطلقون عليها ( الميتافيزيقا ) شغلت أذهان الكثير من البشر علي اختلافهم ( علماء ، فلاسفة ، رجال دين ، العامة من الناس ) وكل منهم حاول الإدلاء برأيه في مثل تلك المسألة منذ القدم وحتى وقتنا الراهن ، فهل نجحوا ؟؟ الموضوع مثير ويجذب الانتباه ولكن المحصلة في النهاية تساوي صفرا ، كانت هناك الكثير من الأسئلة التي شغلت بال زمرة من الناس اتصفوا بإعمال العقل ( مفكرون ، فلاسفة ، علماء ) حاولوا التصدي لها ومن هذه الأسئلة 1ـ مادة الخلق مما تتكون ، وكيف تم الخلق ، وماهي كنه مادة النار ، النور ، ومن هم الملائكة وما طبيعة تكوينهم ، الجن والشياطين والعلاقة بينهم ، ماهية الروح ، الساعة ومتي تقوم وكلما تقدم العلم ظهرت مشكلات يبحثون لها عن حلول ومنها مادة الدي إن أيه وعلاقتها بالتطور الوراثي في الخلية ، الذرة وتفكيكها إلي عناصرها المكونة لها حيث أنها عالم قائم بذاته من نواة وإليكترونات وبروتونات وأشياء مع تطور العلم تظهر لهم ، تصدوا لذلك واعتقدوا أنهم قهروا المستحيل ، وفي أتون ذلك يكتشفون أن القرآن تحدث عن كل ذلك قبل أن يعلموه منذ ألف وأربعمائة سنة والأدهش أن من أخبر بذلك هو هذا الرجل الأمي الذي ظهر في مكة منذ ذاك التاريخ الآنف ذكره ومع ذلك يحاولون التشكيك فيه ومحاولة دحر قوله بخزعبلات ابتكروها وأنهم هم الذين لهم السبق في هذا ، كثيرا ما يلجأ الناس إلي الخرافات التي تبني علي الغيبيات وتثير فضولهم لهذا العالم الغامض الذي يحيا معنا علي نفس الكوكب ولكن لا ندري عنه شيئا ألا وهو عالم الجن والشياطين ، تناوله الكثيرين من الكتاب والروائيون في أعمالهم ، وتحت عناوين غامضة وأسماء تبدو للوهلة الأولي خرافية يبنون أعمالهم التي كما ذكرنا تستهوي الكثير من الناس ، عالم مليء بالإثارة والتشويق فهل سبر العلماء ورجال الدين أغوار هذا العالم ؟؟ السؤال أجابه المولي من فوق سبع سماوات حينما قال سبحانه وتعالي ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وحينما سئل النبي عن مثل ذلك أجاب صلوات الله عليه وتسليمه فيما معناه أن هناك من الأمور ويقصد ( الغيبيات ) لا يجب التطرق إليها لأسباب كثيرة منها أنها ممكن أن تذهب بالعقل لعدم قدرته علي استيعاب هذه الغيبيات بمعني أدق حذرنا صلوات الله عليه وتسليمه بعدم الخوض في مثل هذه الأمور وقد حثنا المولي علي ذلك حينما قال في الآية فيما معناه ( ما أتاكم به الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فعلم الغيب اختص به الله وحده ( يعلم الغيب ) فلا يجب أن ننساق لمثل هذه الأمور وقد يقول قائل أن الله سبحانه وتعالي حثنا علي العلم وطلبه أقول له هذا صحيح العلم فيما ينفع الناس في حياتهم ومعيشتهم وعمارة الأرض وليس في الغيبيات التي لن تعود علي الناس بأي نفع لقد حدد الله سبحانه وتعالي الهدف من وجودنا في هذا العالم ألا وهو عبادته ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وهذه هي خلاصة وجودنا وخلقنا وليس شيئا آخر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / محمود مسعود ( مقال ) 13/2/2018م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق