الاثنين، 12 فبراير 2018

الشهيد . بقلم المبدع // ابراهيم فاضل

الشهيد
الشاعر ابراهيم فاضل
==================================
بأيِّ الحروفِ أبكيكَ
أأنتَ في الأرضِ أم في نورِ السَّماء ؟!
هذا ثراكَ
وهذي دماكَ
وصوتُكَ الموالُ يفوحُ صداهُ
الجمرُ يسكنُ في الحشا
وأنا أصرخُ أُناديكَ
وقلبي كلهُ أسى
يومَ رحلتَ تَعَكَّرَ لونُ السَّماء
وتلوثَ الهواء
وأنا أسكبُ عصارةَ الروحِ الجريحة
والحُزنُ تَدَفقَ في الصدور
وصدى صوتِكَ يشُقُّ السكون
يمزقُ شرايين الصباح
والعالمُ يرقُدُ تحًت جذورِ الخوفِ في نِواح
أبكيك دماً حارقاً
أيُّ عيشٍ وأيُّ حياة ؟!
دقتْ ساعاتُ الرحيل
وبدتْ مخالبُ الطغاة
على وجعِ الأرضِ مروا
أيُّ ليلٍ يلدُ الحياة ؟!
النورُ مرَّ من هُنا
وماتَ بداخلِنا ألفُ نهرٍ
وأنا أرقبُ الفراشاتِ الطليقة
وهي تطيرُ في الحديقة
وأحَدِقُ إلى الشمسِ بأجفانٍ جامدة
أقبضُ على النارِ
والروحُ تصرخُ وترتعش
وحباتُ قلبي وروحي تذوب
يا جنةً تدعو القلوب
الفراغُ يلمؤهُ البكاء
والمطرُ يهطلُ بغزارة
دون خوفٍ أو قناع
اطفئوا كل شموعكم
واخمدوا كلَّ قناديلكم
وارفعوا مشاعلَ النور
لا تغلقوا أذانكم
وشفاهكم
نناجي أنفسَنا ونحيا حياةً زائفة
بقلوبٍ مُقفَلة
وأجسادٍ خائفة
أبثُ إليكم مشاعري
بأيِّ الحروفِ أُرثيكَ ؟
جفَّ القلم
وجفَّ من بعدِكَ نبعُ الحياةِ
في جِنانِ الخُلدِ يا عمري
أُلاقيكَ
وأحملُك في قلبي الذي ما زالَ يحويكَ
==================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
قصيدة النثر
==================================

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق